تخطيط التدريب في كرة القدم:
خضعت رياضة كرة القدم للأسس والمبادئ العلمية منذ فترة طويلة ومن هنا حدث التطور الكبير في إعداد اللاعبين سواء كان ذلك متعلق بالإعداد البدني أو المهارى أو الخططي أو النفسي أو الذهني أو الاجتماعي، وبالتالي أداء اللاعبين في المباريات في المستويات الدولية بدرجة ملفتة للأنظار فزاد المدى الحركي للاعبين في المعلب، كما تداخلت المساحات التي تغطيها المراكز المختلفة في طرق اللعب المختلفة وفي نفس الوقت تقدم مستوى الأداء المهارى بدرجة ملحوظة وظهرت خطط لعب هجومية ودفاعية جديدة.
ويرجع الفضل في التطور الذي حدث إلى استخدام الأسس والمبادئ العلمية في التدريب لذلك فإتباع تلك الأساليب والأسس هو الطريق لتحقيق تقدم ملموس في مستويات اللاعبين والفرق في كرة القدم.
والتخطيط يعتبر الوسيلة الأساسية والضروبة التي يمكن من خلالها التقدم بمستوى اللاعب والفريق وهو ما يعنى التحديد الدقيق لجميع الإجراءات الضرورية التي يمكن من خلالها الوصول بمستوى اللاعب والفريق إلى أفضل ما يكون في مرحلته السنية.
ويجب أن لا يفهم أن التخطيط يرتبط دائما بالفترات الطويلة، بل أن من الضروري العناية بالتخطيط خلال الفترات القصيرة وحتى في وحدة التدريب اليومية.
ويجب أن يشتمل التخطيط في كرة القدم على ما يلي:
1- تحديد الهدف أو الأهداف المطلوب تحقيقها من وضع التخطيط.
2- تحديد الواجبات التي تنبثق عن الأهداف وتحديد أولوياتها.
3- تحديد جميع الطرق والنظريات والأساليب التي تؤدي إلى تحقيق الواجبات.
4- تحديد توقيتاً زمنيا للمراحل المختلفة للتخطيط.
5- تحديد أنسب أنواع التنظيم التي تتلائم مع التخطيط الموضوع.
6- تحديد الميزانيات اللازمة لتنفيذ الخطة.
وهناك قواعد أساسية عند القيام بتخطيط خطة تدريب لفريق كرة القدم ومن هذه القواعد ما يلي:
1- أن تبنى خطة التدريب طبقاً للأسس والمبادئ العلمية الحديثة.
2- أن تحدد أهم واجبات التدريب وأولوياتها خلال خطة التدريب.
3- أن تتسم خطة التدريب بالمرونة.
4- أن ترتبط خطة التدريب بالتقويم.
وهناك أنواع رئيسية لخطط التدريب (تخطيط التدريب) نذكر منها ما يلي:
أولا: خطط التدريب طويل المدى.
ثانيا: خطط التدريب للأعداد للبطولات.
ثالثا: خطط التدريب السنوية.
رابعا: خطط تدريب فترية أو جزئية.
خامسا: خطط تدريب يومية (وحدات التدريب اليومية).
أولا: خطط التدريب طويل المدى:
وهو الذي يعنى بتخطيط تدريب لفترات تتراوح ما بين 8-15 سنة والقائمون بهذا يعتبرون أكبر جهاز تخطيطي.
أن الوصول للبطولات العالمية في كرة القدم لابد أن يخطط له تخطيطا طويل المدى يبدأ من مرحلة انتقاء الناشئين ذاتهم ويستمر هذا التخطيط للفترة السابق ذكرها حتى يمكن تحقيق مستويات رفيعة في كرة القدم.
وتنقسم الخطط الطويلة المدى في إعداد لاعبي كرة القدم مراحل أصغر فعلى سبيل المثال يمكن تقسيم الخطة طويلة المدى إلى المراحل التالية:
مرحلة الانتقاء والممارسة الأولية لكرة القدم.
مرحلة رفع مستويات الأداء على المستوى المحلي.
مرحلة رفع مستويات الأداء على المستوى القاري.
ثانيا: خطط الإعداد للبطولات:
ويطلق عليها البعض الخطط متوسطة المدى ومن أمثلتها ما يلي:
خطط الإعداد الأوليمبي.
خطط الإعداد لبطولات العالم.
خطط الإعداد للبطولات الإفريقية والعربية.
ثالثا: خطط التدريب السنوية:
ويطلق عليها خطط قصيرة المدى ويعتبرها البعض من أهم أسس التخطيط بالنسبة للتدريب الرياض نظرا لأن العام (الموسم الرياضي) يشكل دورة زمنية معلقة تقع فيها المباريات.
وهي بهذا المفهوم تعنى بالتخطيط الفردي والجماعي للاعبي الفريق على مدار عام (موسم تدريس).
تقسم خطة التدريب السنوية إلى ثلاث فترات فرعية هي كما يلي:
1- فترة الإعداد (فترة اكتساب الفورمة الرياضية).
2- فترة المباريات الرسمية (الدوري والكأس) (فترة ثبات الفورمة الرياضية).
3- فترة الانتقال (الراحة الايجابية) فترة الفقد النسبي للفورمة الرياضية.
1- فترة الإعداد:
كرة القدم رياضة شاقة مجهدة تحتاج إلى مجهود بدني كبير وإلى توافر العناصر الأساسية للياقة البدنية وهي السرعة والتحمل والمرونة والقوة والرشاقة بنسبة عالية ويبلغ عدد المباريات في الموسم الواحد ما بين 50-70 مباراة.
لذلك أصبح من الواجب إعداد اللاعب لهذا المجهود البدني العنيف. ولما كانت مرحلة الإعداد هي المرحلة الأساسية التي تعد اللاعب لمواجهة وتحمل المباريات والمنافسات، فإن هذه الموحلة تأتي في المقدمة من حيث الأهمية في برنامج التدريب، إذ يتوقف عليها نجاح الفريق واستمراره في المباريات وظهوره بالمظهر المشرف والفريق الذي يؤدي هذه المرحلة بطريقة صحيحة يكون في مرحلة المباريات أكثر استعداد وتفوقاً، ويحرز نتائج أفضل من الفرق التي لم تهتم بإعداد فريقها إعدادا كاملا علميا منذ البداية.
وبالرغم من أن هناك الدور الأول والدور الثاني من الدوري طبقاً للتقسيم المتعارف عليه. إلا أن فترة الإعداد لا تتكرر حيث تعطي للاعبين مرة واحدة فقط في الموسم في الحالات العادية. وينظم برنامج التدريب في مختلف المراحل بحيث تعهد كل مرحلة للأخرى بطريقة متدرجة.
وتتم فترة الإعداد ما بين 08/12 أسبوعاً وتهدف أساسا إلى رفع مستوى اللاعب بدنيا ومهاريا وخططيا ونفسيا وذهنيا والوصول بها إلى أعلى درجة ممكنة وهو ما يطلق عليه الفورمة الرياضية.
ولسهولة التخطيط والتنفيذ فإنه تقسم فترة الإعداد إلى ثلاث مراحل فرعية تكمل بعضها بعضها بل هي متصلة وليس بها فوارق تحدد كل مرحلة عن الأخرى وهذه المرحلة هي:
- مرحلة الإعداد البدني العام.
- مرحلة الإعداد الخاص.
- مرحلة المباريات التجريبية.
أ- مرحلة الإعداد البدني العام:
وتستغرق عادة ما بين 02/03 أسابيع، ويخطط فيها تمرينات تهدف إلى الإعداد البدني العام والعمل على رفع مستوى المهارات الأساسية ومراجعة بعض الخطط التي سبق تعلمها ويتميز انخفاض الشدة مع إعطاء فترات راحة طويلة نسبيا، وكلما اقتربنا من مرحلة الإعداد الخاص كلما قل الحجم وزادت الشدة تدريجيا.
ب- مرحلة الإعداد الخاص:
وتستغرق عادة ما بين 03/04 أسابيع، ويتم فيها تخطيط تمرينات تهدف إلى الإعداد البدني الخاص والتأكد على رفع مستوى المهارات الأساسية وتخطيط تمرينات مركبة للمهارات بعضها مع بعض وتمرينات مركبة للمهارات مع عناصر اللياقة البدنية.
كما تتضمن تمرينات خطط اللعب وتمرينات المراكز وطرق اللعب وتمرينات خطط المواقف الثابتة ويتميز حمل التدريب في هذه المرحلة بقلة الحجم وزيادة الشدة.
ج- مرحلة المباريات التجريبية:
وتستغرق عادة ما بين 03/05 أسابيع، ويتم فيها يخطط المدرب لتثبيت المستوى العالي للأداء الخططي الذي وصل إليه الفريق كذلك يحاول المدرب الوصول خلال هذه الفترة إلى أفضل تشكيل والعمل على سد الثغرات في طرق اللعب والتأكد على واجبات المراكز فيها والوصول بلاعبي الفريق إلى القدرة على التركيز على خطط محددة خلال ظروف معينة في المباراة والتأكد على جميع المواقف الثابتة هجوميا ودفاعيا خلال المباريات التجريبية.
وبشكل عام فإن شعور اللاعب بالتعب في بداية فترة الإعداد يعتبر أمرا طبيعيا، ويرجع ذلك إلى تجمع فضلات التعب بين ألياف العضلات، وغالبا ما تختفي هذه الظاهرة بتكرار التدريب مع أداء بعض التدليك الخفيف واستخدام بعض المراهم والدهانات المساعدة على التدفئة قبل التدريب، واستخدام الحمامات الساخنة، أما إذا طالت مظاهر التعب فيستحسن عرض اللاعب على الطبيب.
ملاحظات يجب مراعاتها خلال فترة الإعداد: زيادة الغذاء الذي يتناوله اللاعب، وخاصة الفيتامينات وعلى رأسها فيتامين (ب)، (ج) حتى يمكنه تحمل المجهود البدني خلال هذه الفترة.
يفضل إجراء فحص طبي لجميع اللاعبين في بداية هذه المرحلة، وأن يتابع الكشف الطبي خلال هذه الفترة.
من المفضل قضاء جزء مناسب من هذه الفترة في معسكر تدريبي، يعد وينظم جيدا بحيث يوفر للاعبين الراحة الكافية والغذاء المناسب الذي يساعدهم في المجهود الكبير الذي يبذلونه في هذه الفترة.
من الأهمية الاهتمام بالناحية الترويجية خلال التدريب.
يخطط المدرب للفترة التالية (فترة المباريات) على ضوء الملاحظات التي استنتجها المدرب خلال فترة الإعداد.
الاهتمام بالإعداد الذهني للاعبين وتنمية الصفات الإرادية لديهم.
2- فترة المباريات:
والهدف الرئيسي لهذه الفترة هو محاولة الاحتفاظ بالمستوى العالي الذي وصل إليه لاعبو الفريق، أي يخطط المدرب لاحتفاظ لاعبي الفريق بالفورمة الرياضية. ويجب على المدرب في هذه الفترة أن يخطط كي يحتفظ بالحالة النفسية للاعبين مرتفعة كما يجب أن يخطط بإعداد البديل الجاهز لكافة المراكز تحسبا للإصابات أو العقوبات القانونية.
كما يجب استمرار تنمية الصفات الإدارية للاعب، ويجب ملاحظة أن حمل التدريب يكون شدته أعلى نسبيا في الدور الأول للمباريات عنه في الدور الثاني.
ملاحظات يجب مراعاتها أثناء الدور الأول من فترة المباريات:
من المهم أن يقيم المدرب مستوى اللاعبين بدنيا ومهاريا وخططيا ونفسيا وذهنيا حتى يستطيع أن يخطط البرنامج التدريبي للفترة بواقعية.
أن حمل التدريب في هذه المرحلة يجب أن لا يزيد عن حمل التدريب في مراحل فترة الإعداد بشكل عام.
أن يخطط البرنامج طبقا للاحتياجات الفعلية للمباريات التالية والأخطاء ونقاط الضعف في المباراة السابقة.
الاهتمام بالإعداد الذهني للاعب وتنمية الصفات الإرادية لديه.
رعاية اللاعبين قليلي الاشتراك في المباريات نفسيا.
3- فترة الانتقال (الراحة الايجابية):
الغرض من فترة الانتقال هو التروح عن اللاعب ونقله من مرحلة الشعور بالملل إلى مرحلة أخرى يشعر خلالها بالمرح، حتى يقبل على الموسم الرياضي التالي مستعد تمام الاستعداد للاشتراك في تدريباته ومبارياته. وتمتد هذه المدة في فرق المحترفين وتزيد تدريجا في فرق الدرجة الأولى، ثم فرق الدرجة الثانية والناشئين.
و تبدأ هذه المرحلة بانتهاء مباريات الموسم، وتنتهي عند ابتداء مرحلة الإعداد للموسم التالي. ويختلف نوع ومقدار الجهد الذي يؤديه اللاعب في هذه المرحلة فإذا فرضنا أن جهده في نهاية مرحلة المباريات 100% فإننا سوف نعمل تدريجيا على راحته بالإقلال من مقدار جهده، بحيث يصل في الثلث الأول لمرحلة الترويح إلى 60% والثلث الثاني إلى 25% ثم تزيد من مقدار الجهد حتى تصل إلى 50% في نهاية المرحلة الأخيرة. وبذلك نكون قد راعينا التدرج عندما نقلل أو نزيد من مقدار الجهد.
ويتجه هدف التدريب في بداية الثلث الأخير بجانب الترويج إلى ناحية اللياقة البدنية والفنية البسيطة وذلك للتمهيد للمرحلة التالية.
وإذا قسمناها إلى ثلاث مراحل فإنها تكون كما يلي:
المرحلة الأولى:
ومدتها من 5-10 أيام للدرجة الأولى ومن 7-15 يوما للناشئين ومن في مستواهم، ويهتم فيها بالناحية الفردية بحيث تؤدي في شكل ترويحي مثل التصويب على المرمى وتبادل ضرب الكرة بالرأس والاحتفاظ بالكرة في الهواء وتبادل تمرير الكرة في الهواء بين أكثر من لاعب وتنس القدم وتنس الرأس الكرة الطائرة بالقدم ولعبة تنس الحائط أو الرأس وفي نهاية هذه الفترة تمارس بعض الألعاب مثل كرة اليد بصفة أساسية أو كرة السلة أو الكرة الطائرة وبعض العاب المضرب إذا ما توفرت الإمكانات الخاصة بها.
المرحلة الثانية:
ومدتها من 25-22 يوميا للدرجة الأولى، ومن 20-25 يوميا لفرق للناشئين ومن في مستواهم.
ويقضى اللاعبون هذه الفترة متفرقين، في راحة إجبارية مع عائلاتهم وأصدقائهم بعيدا عن محيط الكرة، ويفضل انتقال اللاعبين إلى مدينة أخرى للاستجمام، ويجب أن يبتعدوا كلية عن الكرة والمنافسات الأخرى، وذلك حتى تستريح أعصابهم وأجسامهم، على أن يقضوا هذه الفترة في السباحة أو أي نشاط يفضلونه أو يرغبونه بعيدا عن الإجهاد النفسي.
المرحلة الثالثة:
ومدتها من 10-15 يوما لفرق الدرجة الأولى، وتزيد قليلا لفرق الناشئين ومن في مستواهم، والهدف من هذه المرحلة إعداد اللاعبين بدنيا ومهاريا ونفسيا للاشتراك في الفترة التالية (فترة الإعداد) وفيها يكون التدريب غالبا بنظام المجموعات وتزداد نسبيا وتدريجيا التمرينات البدنية.
ملاحظات يجب مراعاتها وإجراءات يجب أن تتم خلال مرحلة الانتقال:
ضرورة إجراء فحص طبي شامل على جميع اللاعبين في بداية المرحلة، وكذلك إجراء التحليلات الطبية اللازمة، ثم يجرى العلاج اللازم من النواحي الطبية والغذائية والترويجية والنفسية والاجتماعية، أو إجراء العمليات الجراحية اللازمة، وتعالج الإصابات التي حدثت خللا الموسم وأمكن تأجيلها حتى الانتهاء منه.
تناقش جميع الأخطاء الإدارية والفنية التي حدثت خلال الموسم بصراحة كاملة، مع استخدام النقد البناء الهادف، على أن يتقبله اللاعبون بروح رياضية مع توضيح العلاج لهذه الأخطاء حتى يبدأ اللاعبون الفترة التالية من منطلق صحيح.
يجتمع الجهاز الفني والإداري والطبي ويتم النقد البناء على أن يتقبله الجميع بروح رياضية.
تعد الخطوة الفنية والإدارية للموسم التالي بحيث تكون متدرجة ومناسبة لمستوى الفريق وإظهاره بالمظهر اللائق.
وحدة التدريب اليومية:
تعتبر وحدة التدريب اليومية هي الخلية الأولى لخطة التدريب السنوية، وبمعنى أخر تعتبر الخلية الأساسية لعملية التخطيط حيث يعمل المدرب من خلالها على تحقيق الأهداف التعليمية والتربوية لعملية التدريب.
اعتبارات هامة عند تخطيط الوحدة التدريبية اليومية:
يجب على المدرب أن يراعي عدة اعتبارات عند تخطيطه لوحدة التدريب اليومية نذكر منها:
يجب تحديد الواجب الرئيسي والواجبات الفرعية إن وجدت بكل دقة ووضوح.
أن تعمل جميع أجزاء وحدة التدريب على تحقيق الهدف الرئيسي والأهداف الفرعية.
أن يكون ترتيب المحتويات في الوحدة يساعد على تحقيق أفضل إنتاجية ممكنة لتحقيق الأهداف.
تحدد درجات العمل وأسلوب تشكيله بدقة.
تحديد الفترة الزمنية للوحدة والفترات الزمنية لأجزاء الوحدة وكذلك التمرينات وفترات الراحة بدقة.
تحديد تنظيمات وتشكيلات اللاعبين خلال كل جزء من أجزاء الوحدة.
ويتفق العديد من الخبراء على أن للوحدات التدريبية سمات متعددة نابعة أساسا من الهدف الرئيسي لها يمكن إيجازها فيما يلي:
وحدات تدريبية يغلب عليها تحسين وتنمية الصفات البدنية.
وحدات تدريبية يغلب عليها تعليم وتنمية المهارات.
وحدات تدريبية يغلب عليها تعليم وتنمية القدرات الخططية.
وحدات تدريبية يغلب عليها تحسين وتنمية أكثر من هدف من الأهداف البدنية والمهارية والخططية.
وحدات تدريبية تهدف إلى تقييم حالة اللاعب أو الفريق.
وتتكون وحدة التدريب اليومية من ثلاثة أجزاء رئيسية هي:
أولا: المقدمة أو الإحماء.
ثانيا: الجزء الرئيسي.
ثالثا: الجزء الختامي أو التهدئة.
ويهمنا فيل أن نبدأ في شرح المكونات الثلاثة أن نشير لأهمية العناية بموعد وطريقة بداية التدريب حتى يتسنى تربية السلوك النظامي للاعبين، حيث تبدأ وحدة التدريب باصطفافهم تحت قيادة رئيس الفريق في الميعاد المحدد حيث يتولى المدرب مهمة توضيح الأهداف والواجبات التي سوف تتناولها وحدة التدريب ويوضح المدرب التمرينات المستخدمة في تحقيق الأهداف وتسلسلها وقد يتم هذا التوضيح في غرفة الملابس، وقبل ذلك يكون المدرب قد قام بإعداد الملعب وأطمئن إلى تخطيطه ووضع أدوات التدريب التي ستستخدم في وحدة التدريب من كرات وأقماع وأعلام وغيره في الأماكن المحددة لها أو القريبة منها، والتأكد من سلامة جميع هذه الأدوات وصلاحيتها ثم ينتقل إلى غرفة ملابس اللاعبين للإشراف على نظافة ملابس اللاعبين والتحدث إليهم ومتابعة بعض الأمور مثل إصابات سابقة لدى أحد اللاعبين.
أولا: المقدمة (الإحماء):
ويطلق عليه البعض التسخين أو فترة ما قبل الحمل أو التهيئة.
أهمية الإحماء:
إن المجهود الذي يقع على عضلات اللاعب عند قيامه بالجهد البدني يستدعى استخدام كمية إضافية كبيرة والأكسجين، وهذا يحدث من خلال تنظيم عملية التنفس وزيادة سرعته، وأيضا سرعة الدورة الدموية، وزيادة عملية التمثيل الغذائي للجسم يجب أن تتناسب مع الزيادة في الجهد البدني وحركات الجسم كما يجب أن تتكيف أجهزة الجسم المختلفة تبعا للظروف الخارجية المحيطة والتي تتصل بحركات اللاعب ومجهوده.
وانطلاقا مما سبق فإن من الواجب أن يتدرج اللاعب في بذل الجهد والحركة حتى تتمكن الأجهزة الداخلية بدورها من التدرج في أداء وظائفها لتساير جهد اللاعب وحركاته. ويجب أن تعد هذه الأجهزة الإعداد الكافي حتى لا تفاجأ بمجهود وحركات فوق طاقتها، بحيث يتم إعداد هذه الأجهزة الإعداد الكافي والمتناسب مع المجهود البدني المنتظر القيام ببعض التمرينات البدنية والجري المتدرج، وبذلك كمية كبيرة من الأكسجين على عضلات اللاعب من خلال الدم لمساعدتها وباقي الأجهزة على أداء وظائفها بالسرعة والكمية المطلوبة.
والمدرب الذي لا يعطي الإحماء أهميته الكبرى ويعمل دون أن يدري على الأضرار بلاعبيه ويعرضهم للإصابة.
أما إذا لم تعد أجهزة الجسم الإعداد الكافي لتقبل أقصى جهد منتظر أداؤه، فيمكن أن تحدث إصابات الملاعب أو مظاهر التعب الأولى والتي يسميها البعض كرشة النفس، وهذه الظاهرة يمكن أن تستمر مع اللاعب فلا يتمكن من أداء واجبه في الملعب إلى أن تنتظم الأجهزة الداخلية وتعد لتقبل المجهود المطلوب أداؤه، ثم يصبح اللاعب مستعدا لتنفيذ واجباته، أي بعد حصوله على ما يسمى(النفس الثاني).
أهم الواجبات التي يحققها الإحماء:
وفيما يلي نعدد أهم الواجبات التي يحققها الإحماء، ويلاحظ أنها تكمل بعضها بعض لإعداد جسم اللاعب لتقبل الجهد الذي سوف يؤديه اللاعب بعد ذلك.
اسكاب العضلات الاسترخاء والمرونة والمطاطية المطلوبة للأداء.
العمل على زيادة سرعة ضربات القلب وزيادة ما يدفع من الدم في كل ضربة.
العمل على اتساع الأوعية الدموية.
العمل على زيادة سرعة التهوية الرئوية وذلك بزيادة كمية الهواء المستنشق حتى يصبح التنفس أعمق وأسرع.
العمل على رفع درجة حرارة الجسم.
الإعداد والتهيئة للمهارات الحركية العامة والخاصة برياضة كرة القدم.
العمل على الوصول لأقصى درجة استجابة لرد الفعل.
العمل على الوصول لاستشارة انفعالية إيجابية لممارسة التدريب أو المباراة.
العمل على الوصول إلى أقصى استعداد نفسي للتدريب أو المباراة.
أقسام الإحماء:
ينقسم الإحماء إلى قسمان هما:
- الإحماء العام.
- الإحماء الخاص.
- الإحماء العام: يهدف الإحماء إلى رفع درجة استعداد أجهزة وأعضاء جسما اللاعب بصورة شاملة عامة لممارسة اللعبة وإيقاظ الاستعدادات النفسية له، وغالبا ما تستخدم في هذا الجزء تمرينات الجري الخفيف والجري الخفيف مع ارتباطه بالتمرينات البنائية العامة والتي تعمل على إكساب العضلات صفة الارتخاء والمطاطية وكذلك بعض تمرينات المرونة للمفاصل.
- الإحماء الخاص: ويتلو الإحماء العام ويأتي كي يؤكد إعداد اللاعب بدنيا ووظيفيا ومهاريا وخططيا ونفسيا للمجهود المنتظر ويتمثل في وحدة التدريب أو في المباراة ذاتها.
والإحماء الخاص ضروري جدا قبل تمرينات الإعداد البدني الخاص والتي تتمثل في السرعة والقدرة العضلية والتحمل والمرونة والرشاقة وكذلك هو ضروري جدا لمواجهة حركات جسم اللاعب التي تتطلبها المهارات الأساسية والخططية، فانطلاق اللاعب بأقصى سرعة ليقفز ويضرب الكرة بالرأس إلى المرمى تحتاج إلى حركات قوية مفاجئة من أجزاء الجسم المختلفة وهو نموذج واحد للحركات العديدة التي يمكن أن يؤديها اللاعب في التدريب أو المباراة.
ويجب مراعاة أن الإحماء الخاص يجب أن يتناسب إلى أقصى درجة ممكنة مع ما سوف يليه في الجزء الرئيسي من وحدة التدريب اليومية.
كما يجب مراعاة أن كل من الإحماء العام والإحماء الخاص يكمل كل منها الآخر في تحقيق الهدف من الإحماء. وغالبا ما تتراوح فترة الإحماء العام ما بين 5-8 دقائق وفترة الإحماء الخاص ما بين 7-10 دقائق ويجب مراعاة أن طول فترة الإحماء تتأثر بعدة عوامل نذكر منها:
- حالة الطقس.
- ميعاد تنفيذ وحدة التدريب اليومية فإذا كانت صباحا وجب زيادة الفترة المخصصة للإحماء، أما في التدريب المسائي فتقل عن الصباحي.
- حالة اللاعبين البدنية والنفسية.
نقاط يجب مراعاتها عند تنفيذ الإحماء:
- يجب أن يتخلل الإحماء تمرينات تضفي عليه صفة التشويق والترغيب والترويح خاصة إذا ما كان اللاعب متعب أو مجهد أو أن حالته النفسية ليست في طبيعتها.
- تختار تمرينات الإحماء بحيث تناسب الهدف من التدريب الرئيسي فإذا كان خاصا بالمهارات الأساسية والفنية فتختار تمرينات الإحماء الشاملة للعضلات والمفاصل والأطراف التي يحتاجها اللاعب في التمرينات، أما إذا كان الهدف من التدريب الرئيسي اللياقة البدنية، فيراعي في تمرينات الإحماء أن تزيد قوتها، وأن تشمل جميع أجهزة وعضلات اللاعب، وأن تتدرج حتى تصل إلى أقصاها للإعداد للمجهود المنتظر، وأن تشمل تدريبات الجري والوثب والتمرينات البنائية المختلفة.
- يمكن استخدام بعض الوسائل المساعدة في الإحماء مثل أداء بعض أنواع التدليك أو استخدام بعض الدهانات المساعدة على تدفئة العضلات.
- يجب اختيار التمرينات السهلة النشطة، ثم الأكثر صعوبة.
- يجب أن لا يؤدي الإحماء إلى إجهاد اللاعب وشعوره بالإعياء وبذلك لا يحقق الهدف المرجو منه.
- يجب مراعاة الظروف المحيطة باللاعبين مثل طبيعة الوظيفة أو العمل الخاص بهم أو المجهود السابق على الوحدة التدريبية أو المباراة.
- يفضل أن يكون الإحماء فرديا على الأقل في قسم الإحماء الخاص وذلك في الفرق ذات المرحلة السنية الكبيرة مثل الدرجة الأولى حيث قد يحتاج بعض اللاعبين إلى فترة أطول في الإحماء وكذلك تختلف مقايسهم الجسمية وقدراتهم البدنية والمهارية والخططية والنفسية.
- يجب مراعاة عنصر التنويع في الإحماء.
- تفضل في حالة الجو البارد أن يرتدي اللاعبون بدل التدريب للمساهمة في كفاءة عملية الإحماء.
- يجب مراعاة فترات الراحة بين تمرينات الإحماء وتناسبها مع المرحلة السنية للاعب.
ثانيا: الجزء الرئيسي:
ويشتمل هذا الجزء من الوحدة التدريبية على التمرينات التي تسهم في تطوير الحالة التدريبية للاعب والفريق طبقاً للهدف أو الأهداف المحددة لها.
وعند تنظيم الجزء الرئيسي يكون من الفضل أن يبدأ بالتمرينات التي تحتاج أفضل استجابة وانتباه وكذلك أقصى جهد، ويرجع السبب في ذلك إلى أن قدرة اللاعب على الاستجابة وتركيز الانتباه والتوافق تكون في أحسن حالاتها عقب الإحماء مباشرة شريطة أن يكون اللاعبون قد أدوا هذا الإحماء بأفضل صورة ممكنة.
وفي حالة تعدد الأهداف في الوحدة التدريبية يفضل مراعاة الترتيب التالي في محتوى الجزء الرئيسي للوحدة:
- لما كان إتقان المهارات الحركية (الأساسية) يتطلب من اللاعب القدرة على تركيز الانتباه فمن المفضل البدء بتمرينات التعلم المهاري عقب التسخين مباشرة، كما أن تطوير الاستجابات الحركية الجديدة يعطي أفضل نتائجه بعد التسخين مباشرة.
- بعد التعلم المهاري يفضل إعطاء تمرينات تحسين السرعة حتى تضمن أن اللاعب لم يرهق بعد، أما تمرينات السرعة التي تعطي للاعب فهو مجهد فإنها فوائدها الملموسة تكمن في تطوير السمات الإدارية له.
- تحتل تمرينات التحمل أو القوة العضلية نهاية الجزء الرئيسي.
ويحتل الجزء الرئيسي من وحدة التدريب اليومية ما بين 70-80% من الزمن المخصص لها، والذي غالبا ما يتراوح ما بين 50-120 دقيقة والأمر يتوقف على عدة عوامل منها حمل التدريب المخصص للوحدة والسن.
ثالثا: الجزء الختامي أو التهدئة:
والهدف الرئيسي من هذا الجزء هو العودة باللاعب والفريق إلى الحالة الطبيعية قدر الإمكان، وكثيرا ما يهمل هذا الجزء الهام كثيرا من المدربين في حين أنه في غاية الأهمية.
وتختار لهذا الجزء التمرينات المهدئة التي تساعد على التخلص من التعب، وتنعش اللاعبين، وتهدئ أجهزتهم الداخلية وتوفر لهم الراحة النفسية.
ويتوقف اختيار التدريبات المهدئة الختامية من حيث القوة والهدف على الأقسام التي يتكون منها الجزء الرئيسي وعلى هدفه ونوعه.
وتختار التدريبات المهدئة بحيث تتدرج من الصعب إلى السهل، وفي حالة التدريب العنيف قد يستمر الجزء الختامي في هذه الحالة 10 دقائق. ولكن إذا كان جزء الرئيسي متوسطا أو خفيفا فيكتفي ببعض التدريبات المهدئة البسيطة لمدة تتراوح من 3-4 دقائق أو بالمشي الهادئ لدقائق قليلة.
أمثلة لمحتوى الجزء الختامي أو التهدئة:
1- الجري الاسترخائي:
حيث يؤدي الجري الخفيف بخطوات عادية مع ارتخاء عضلات الجسم قدر الإمكان، أو تؤدي تمرينات الحجل السهل البسيط الذي يتخلل المشي، وتحدد خطوة الجري تبعاً لحمل التدريب الأساسي بحيث لا تزيد مسافات الجري عن 200 متر.
2- التمرينات الاسترخائية:
تختار التمرينات التي تهدف إلى تهدئة أجهزة الجسم وفي نفس الوقت التي تساعد على استرخاء العضلات مع تجنب تمرينات القفز والوثب والتي تستلزم القوة العضلية.
- وهو أن يقف اللاعب وساقيه متباعدتان ثم يثني جدعه للأمام مع مرجحة ذراعيه إلى الجانب وإلى أسفل ثم تقاطعهما بهدف لمس الأرض مع مراعاة استرخاء العضلات.
- وهو أن يقف اللاعب وساقيه متباعدتان، يمرجح اللاعب لأعلى وللخلف مع ميل الجذع للخلف ويراعي استرخاء العضلات.
- وهو أن يقف اللاعب وساقيه متباعدتان، يثني اللاعب جذعه للأمام ولأسفل على أن يمرجح الذراعين للتقاطع ويراعي ثني الركبتين انثناءا خفيفاً.
- وهو أن يقف اللاعب وساقيه متباعدتان، يثني اللاعب جذعه ويتبادل نطر الذراعين باسترخاء لأسفل.
- وهو أن يرقد اللاعب على ظهره ويثني الركبتين، يهز اللاعب الساقين.
- وهو أن يقف اللاعب على ساق واحد ويقوم بهز الساق الأخرى.
- وهو أن يرقد اللاعب على ظهره يرفع الساقين لأعلى ويقوم بهزهما.
3- تمرينات الاطالات:
وتختار تمرينات الاطالات لبعض العضلات التي قد يكون أحل بها التعب خلال الجزء الرئيسي لوحدة التدريب اليومية.
4- التمرينات الفنية:
ويفضلها اللاعبون عن عادة، ومن أمثلتها ما يلي:
- الاحتفاظ بالكرة في الهواء بين مجموعة من اللاعبين يتبادلون تمريرها.
- بالقدم والرأس وجميع أجزاء الجسم الأخرى.
- لعبة الكرة الطائرة بالرأس.
- منافسات في تنطيط الكرة بالقدم والرأس.
- منافسات في تمرير الكرة إلى هدف مثل إسقاطها في دائرة أو في سلة.
5- التمرينات المركبة:
- الجري الخفيف ثم تبادل تمرير الكرة بين لاعبين.
- الجري الخفيف ثم تبادل تمرير الكرة بين لاعبين مع أداء بعض تمرينات الخداع الخفيفة.
ويلاحظ أن من أهمية أن تراعي حالة الطقس ومكان أداء وحدة التدريب ذاتها (ملاعب نجيلة، ملاعب رملية، صالة داخلية) وكذلك الهدف الأساسي من وحدة التدريب ومستوى اللاعبين وسنهم وحالتهم النفسية.
نموذج(أ) لوحدة التدريب اليومية خلال مرحلة الإعداد الخاص:
التاريخ: يوم ...../ ...../ ....20 زمن الإحماء: 15ق
درجة الحمل: أقل من الأقصى زمن الإعداد البدني: 10ق
أهداف الوحدة: 1- تحسين تبادل المراكز زمن الإعداد المهاري: 28ق
2- تحسين رقابة رجل لرجل زمن الإعداد الخططي: 31ق
3- التحرير الطويل زمن الختام (التهدئة): 07ق
الأدوات المستخدمة: الكرات/ الأعلام/ الأقماع الزمن الكلي: 91ق