القياسات الجسمية (الانثروبومترية)

القياسات الجسمية (الانثروبومترية):

كلمة ( انثروبومتري ANTHROPOMETRY ) يعني بها قياس احد أجزاء جسم الإنسان أو الجسم كله، وهي مشتقة من الكلمتين الإغريقيتين (ANTHROPO) ويعني بها الإنسان و (METRY) وهي قياس، وهي فرع من فروع الانثروبولوجيا ( ANTHROPOLOGY ) التي تبحث في قياس الجسم البشري.
أما قياس الشيء عبارة عن ((عملية معرفة أبعاده أو مساحته أو كميته وخاصة عن طريق مقارنتها بقياس مصطلح عليه)). ( شلتوت، معوض، 1994، ص254). يعتمد القياس أساسا على الفكرة السائدة بان كل ما يوجد إنما يوجد بمقدار وكل مقدار يمكن قياسه كما إن القياس لا يتوقف عند حد التقدير، لكن يشمل عملية المقارنة حتى تكون عملية التقويم شاملة أي إن الاختبارات والمقاييس ترشد الباحث وتساهم في إبراز المشكلات بأسلوب اختباري والتحقق منها بأسلوب قياس.ويذكر ( وارين ) إن دراسة مقاييس الجسم الإنساني تعد نوعا من علم وصف الإنسان الذي يهتم بالقياسات الجسمية، وتمدنا هذه القياسات بمعلومات مفيدة عن النمو والتطور.
1. أهمية القياسات الانثروبومترية:
القياسات الانثروبومترية تعد إحدى الوسائل الهامة في تقويم نمو الفرد كما ان لها علاقة عالية بالعديد من المجالات الحيوية، فالنمو الجسمي له علاقة بالصحة والتوافق الاجتماعي والانفعالي للإنسان وخصوصا في السنوات المتوسطة من العمر. ولقد أشار(ماثيوس ) إلى إن القياسات الجسمية تعد أكثر العوامل المؤثرة على الأداء، فهي تؤثر في جميع المراحل التي يمر بها البرنامج من الإعداد والتخطيط حتى التقويم، سواء أكان ذلك التقويم خاصا بالأفراد أم بالبرنامج نفسه.
2. القياسات الانثروبومترية الشائعة في التربية البدنية:
هنالك بعض القياسات الجسمية الأكثر شيوعا واستخداما وهي:
‌أ- السن.
‌ب- الطول: ويتضمن: الطول الكلي للجسم، الذراع، الساعد والعضد، الكف، الطرف السفلي، الساق والفخذ، القدم، الجذع، الطرف العلوي.
‌ج- الوزن.
‌د- الأعراض: وتتضمن: عرض المنكبين، الصدر، الحوض، الكف والقدم، جمجمة الرأس.
‌ه- المحيطات: وتتضمن: محيط الصدر، الوسط، الحوض، مفصلي المرفق والفخذ، العضد، الفخذ، سمانة الساق، الرقبة.
‌و- الأعماق: وتتضمن: عمق (سمك) الصدر، الحوض، البطن، الرقبة.
‌ز- قوة القبضة.
‌ح- السعة الحيوية.
‌ط- سمك الدهن.
3. الشروط الأساسية لتنفيذ القياسات الانثروبومترية:
الناحية الفنية لتنفيذ القياسات الانثروبومترية ليست بالصعبة إلا إنها كأي طريقة عملية للبحث. فإنها تحتاج إلى خبرات معينة، وذلك لمعرفة أماكن ونقط القياس ومراعاة الظروف الموحدة التي تحقق صحة الدلالات المحصول عليها ودقتها.
وهناك شروط أساسية لتنفيذ القياسات الانثروبومترية بنجاح وهي:
‌أ. المعرفة التامة بالنقاط التشريحية التي تحدد أماكن القياس.
‌ب. الإلمام التام بالأوضاع التي يتخذها المختبر في أثناء القياس.
‌ج. الإلمام التام بطرائق استخدام الأجهزة المستعملة في القياس.
ولكي يحقق القياس الدقة المطلوبة منه يراعى النقاط الآتية:
أ. أداء القياس بطريقة موحدة.
ب. توحيد ظروف القياس لجميع المختبرين من حيث الزمن ودرجة الحرارة.
ج. تنفيذ القياس الأول والثاني (إذا كان هناك إعادة للقياس) بالأدوات نفسها.
د. تجريب الأجهزة المستخدمة في القياس للتأكد من صلاحيتها .
ه. أن يتم القياس والمختبر من غير ملابس إلا من مايوه رقيق (غير سميك).
4.التركيب الجسمي (Body Composition )
هو نسبة النسيج الدهني في الجسم إلى وزن الأنسجة الأخرى غير الدهنية، ويعتمد على احتفاظ الجسم بنسبة الدهون المرغوب فيها، ليس قليلاً جداً ولا كثيراً جداً، كما أن اللياقة الصحية تهتم بالتحكم في نسبة الدهون بالجسم أكثر من الاهتمام بوزن الجسم، حيث أن زيادة الوزن لا تعني دائماً أن الفرد يعاني من مشكلات صحية ما دامت ناتجة عن تكوينات عضلية.. يرتبط التركيب الجسمي بعمليات النمو فحتى عمر (16) سنة تكون سمنة الفرد على حساب زيادة عدد الخلايا الدهنية من جهة وزيادة حجم كل خلية من جهة أخرى ثم بعد عمر (16) سنة تكون الزيادة على حساب حجم الخلايا فقط دون عددها بالنسبة للإناث ويشير ( نتل ) إلى إن وصول الخلية الى حجم معين يؤدي إلى زيادة عدد الخلايا الدهنية قبل ذلك العمر. ويذكر (سلامة) إن المعرفة بتقدير التركيب الجسمي هو الطريقة المثالية لتحديد الوزن المثالي الذي تم وصفه حديثاً بما يعرف (الوزن الصحي).
إن التكوين البدني للفرد يرجع إلى العلاقة بين الوزن الصافي للجسم والدهون الزائدة فيمكن لفردين أن يكون لهما الوزن نفسه لكنهما يختلفان في التكوين البدني. وللتعرف على طبيعة مكونات الجسم تتناول نماذج تكوين الجسم حسب نماذجها Body Composition Models )
1. النموذج الكيميائي ( Chemical Model ) ويشمل:
أ‌. الدهن( Fat )
ب‌. البروتين ( Protein )
ت‌. الكاربوهيدرات ( CHO )
ث‌. الماء ( Water )
ج‌. الأملاح المعدنية ( Mineral )
ح‌. الفيتامينات ( Vitamins )
2. النموذج التشريحي: ( An Atomical Model ) ويشمل:
أ‌. النسيج الدهني ( Adipose )
ب‌. العضلات ( Muscles )
ت‌. الأعضاء (Organs )
ث‌. العظام ( Bones )
ج‌. مكونات أخرى ( Others )
3. النموذج الثنائي التكوين ( 2- Component ) ويشمل:
أ‌. كتلة الدهن Fat Mass
ب‌. كتلة الجسم بدون دهن Fat Free Mass
ت‌. وقد اعتمد معظم العلماء التقسيم الثنائي التكوين، ويختلف كلا المكونين من حيث المحتوى والوظيفة التي يؤديها بالجسم بصفة عامة وهما:
أولاً: كتلة الدهن Fat Mass
ويفهم تحت تعبير ( كتلة دهن الجسم ) القيمة النسبية للدهون في الجسم ( Percent Body Fat ) وهي مقدار الدهن المخزون بالجسم نسبة إلى الوزن الكلي للجسم، وتعد الدهون أحد مكونات الجسم الأساسية التي تشكل نسبة من وزن الجسم تختلف تبعا للسن والجنس ومدى الحركة والنشاط. ( راتب، خليفة، 1998، 107)
وحسب ( كاتش ومكاردل) تنقسم الدهون الموجودة في الجسم إلى نوعين أساسيين هما: الدهن الأساسي: ( Essential Fat )
ويتألف من الدهون الموجودة في نخاع العظم والدهون الموجودة حول القلب والرئتين والكبد والكليتين والطحال والأمعاء والعضلات والدماغ والنخاع الشوكي، إن وظائف هذه الأعضاء الطبيعية تتطلب هذا النوع من الدهون، وان المرأة تمتلك نسبة شحوم أكثر من الرجل تتطلبها فسيولوجية المرأة، حيث تكون لها أهمية في إنجاب الأطفال والهرمونات المتعلقة بهذه الوظيفة.
1. الدهن المخزون: ( Storage Fat )
إن هذا النوع من الدهون يمثل مخزون الجسم من الطاقة، ويستخدم مصدراً للطاقة بالجسم وتتقارب كميته نسبياً لدى الجنسين ( 12% للرجال، 15% للنساء) وهذا النوع هو المستهدف في مناهج التدريب لإنقاص الوزن ونظم التغذية وذلك لغرض إحداث تغيير في نسبة الدهون الكلية.
ان الشحوم المخزونة تحت الجلد تسمى بالنسيج الاديبوسي (Adipose Tissue ) وهي دهون مخزونة بين العضلات والجلد ولها فوائد عديدة:
1. تساعد في تنظيم درجة حرارة الجسم حيث تعمل كعازل.
2. تساعد في إنتاج الطاقة من خلال الأيض حيث تعمل كوقود.
3. تحمي ما في أجزاء الجسم المختلفة من الإصابات.
ان التقدم بالعمر يؤدي الى تناقص النشاط البدني وتناقص عدد السعرات الحرارية التي يحتاجها الفرد وبالتالي صعوبة المحافظة على النسب الطبيعية للدهون المخزونة التي زادت عن معدلها الطبيعي تقضي الى خطر الإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسكر وبعض انواع السرطان.
ثانياً: كتلة الجسم بدون دهن: Fat Free Mass
ويقصد بها الجزء المتبقي لمكونات الجسم من العظام والأنسجة العضلية وباقي انسجة الجسم فيما عدا الأنسجة الدهنية، والذي يهمنا في هذه الكتلة هو النسيج العضلي، حيث انه أكثر أنواع الأنسجة تأثراً بالتدريب والنشاط الحركي وهو يشمل فضلاً عن ذلك نسبة الدهن (3% للرجال، 12% للنساء) التي تمثل الجزء الأساسي من دهون والتي لاغنى عنها، وتحسب نسبة كتلة الجسم بدون شحوم عن طريق طرح وزن الدهن المخزون من الوزن الكلي للجسم.


ا.د ماهر احمد العيساوي