التربية البدنية و الرياضية في التعليم المتوسط

التربية البدنية جزء مندمج في المنظومة التربوية، شأنها شأن مواد التعليم الأخرى. تساهم بقسط وافر في تحقيق ما رسمته الدولة اتجاه تربية وتكوين الناشئة. وهي تدرّس طيلة المسار الدراسي بمنهج متجانس يعتمد على الاستمرارية والتدرّج والتكامل في صيرورة التعلم، بإكساب التلميذ مهارات حركية مبنية على تطوير القدرات البدنية، موازاة مع التكيّف حسب مختلف الوضعيات التصرّفية طبقا لدرجة نضجه.
وفي ظلّ المقاربة المعتمدة "المقاربة بالكفاءات" في منظورها العام للتعلم حيث التلميذ محور الاهتمام في العملية التعلّمية تماشيا مع قدراته البدنية والمعرفية، فتصبح فضاءا مميّزا بما توفره من تنوّع للأنشطة البدنية والألعاب، وخاصة التي تقوم على روح التعاون والمواجهة والإبداع والتعبير في نفس الوقت، بما يستوجب من التلميذ تكييف تصرفاته وسلوكاته مع ما يتوافق والوضعية المعيشة.
وانطلاقا من هذا المسعى جاءت المناهج لتطوير وترسيخ القدرات الذاتية، وتفجير المواهب لضمان دخول عالم الكبار تحت لواء المواطنة المسؤولة
مدى مساهمة المادة في تحقيق الغايات
تساهم التربية البدنية والرياضية في إطار المقاربة بالكفاءات في التطور الدائم والنافع.
حيث تجعل التلميذ محور عملية التعلم، انطلاقا من احتياجاته التي تجد مداها في أنشطة ذات أبعاد تربوية هادفة (الأنشطة البدنية والرياضية)، بفضل تنظيم العمل في إطار التعاون والتضامن والتكامل مع الزملاء، من أجل مردود نافع ومفيد.
كما أنّها تساهم في اكتساب كفاءات ترمي إلى تنمية وترسيخ معنى الاستقلالية، ومسايرة المستجدات، بمشاركة طواعية للتلميذ وتكون مبنية على الاندماج الاجتماعي وقدرة التسيير والتنظيم.
وهي بذلك تساهم في تحقيق الملمح العام لتلميذ التعليم المتوسط في إطار التكامل الشامل بين جميع المواد التعليمية، بما تضمنه من اكتساب للمهارات اللازمة لمواجهة امتحان شهادة التعليم المتوسط أي الانتقال إلى درجة أكثر وعي ومعرفة. وترتكز أساسا على الأنشطة البدنية والرياضية، في قالب استراتيجيته منطق تعليم/تعلم، من خلال طريقة نشيطة تأخذ في الحسبان فروقات التلاميذ (بيداغوجية الفروقات)، بعيدا عن منطق التدريب الرياضي الموجه للموهوبين.

بفضل هذه المساهمة النافعة، فيما تمنحه من معايشة للتجارب الحركية، سواء كانت فردية تستدعي تجنيد طاقات التلميذ واستثمارها، أو جماعية تتطلب الاندماج في الفوج والتمسك بقواعده وما تفرزه من تفاعلات بين عناصره

بارك الله فيك الأخ صهيب على كل ماقلت

لو نظرنا إلى البعد الحقيقي لمادة التربية البدنية والرياضية في حياة التلميذة وتأثيرها النفسي فيه لجعلها أمر شبه يومي يمارسه كل التلاميذ
وعلى ما قدمت في موضوعك فهو أمر جيد وعام يشمل الطورين المتوسط والثانوي ولو ركزنا على الطور المتوسط لأضفنا الأمر الهام قبل تعليم المهارات الحركية ألا وهو التنسيق الحركي وبعدها نمر إلى تعليم مختلف المهارات دون أن ننسى زرع الجانب الخلقي والتربوي في التلميذ

بارك الله فيك أخي صهيب على طرح هذا الموضوع .. و شكرا للأستاذ على الاضافة المميزة
ان مادة التربية البدنية في اعتقادي الركيزة الاساسية لتعلم التلميذ المهارات الحركية و الخصائص العقلية واكتسابه الصفات الخلقية و السمات الايجابية مما تساعد تعلمه للمواد الأخرى .
و قد قلت أخي صهيب بأن مادة التربية البدنية تدرس طيلة المسار الدراسي بمنهج مستمر و متجانس و هذا الأمر لا يوجد في الواقع .. نحن نلاحظ بأن المدارس الابتدائية لا يوجد بها أستاذ خاص بمادة التربية البدنية و ان وجد ضمن عقود ما قبل التشغيل فلا يوجد منهاج يخص هذا المستوى و بالتالي فالدولة لا تولي اهتماما بمادة التربية البدنية و الرياضية في المدارس الابتدائية .. لهذا يجد استاذ المادة في المستوى المتوسط صعوبة كبيرة في تحقيق الأهداف و اكساب التلاميذ الصفات و المهارات التي من المفروض يكونون قد اكتسبوها في المرحلة الابتدائية .
حقيقة مفارقة غريبة في جعل المقاربة بالكفاءات بيداغوجية ناجحة و نجد اهمال و تهميش كبير في ممارسة المادة في المدرسة الابتدائية و ان لم نرفع و ننمي كفاءة التلميذ منذ صغره فكيف نقول بأن المقاربة بالكفاءات ناجحة ؟؟ في اعتقادي و الله أعلم أن المناهج لا تمت بصلة بالواقع ، بغض النظر الى كفاءة الأستاذ و شخصيته و ضميره في القيام بعمله و التي هي اشكالية أخرى .

بارك الله فيك