مقدمة
تشكل طرق التدريس مكوناً هاماً من مكونات المنهج, وتتجلى أهميتها في التأثير المتبادل بينها وبين كل من مكونات المنهج الأخرى، فلكل موضوع طرقه المناسبة لأهدافه, ومحتواه, ومواده التعليمية, وأنشطته, وأساليب تقويمه، ولذلك ينبغي على المدرس أن يكون على دراية ووعي بأهداف المنهج ومحتواه، ليتمكن من صياغة أهداف درسه, ويوطن نفسه على امتلاك مختلف طرائق التدريس تقليديها وحديثها, ويختار أنسبها, وأجداها، لتمكين المتعلمين من استيعاب المعارف, واكتساب المهارات, وتحقيق أهدافه.
1- مفهوم طريقة التدريس: (Teaching Method Concept) • لغة: "هي المذهب والسيرة والمسلك الذي نسلكه للوصول إلى الهدف".
• اصطلاحاً: "هي جملة الوسائل المستخدمة لتحقيق غايات تربوية ويعرفها بعض التربويين أنها الأساليب التي يتبعها المعلم في توصيل المعلومات إلى عقول الطلبة".
• أو هي: "الإجراءات التي يتبعها المعلم لمساعدة طلابه على تحقيق الأهداف وقد تكون تلك الإجراءات مناقشات، أو توجيه أسئلة، أو تخطيط لمشروع أو إثارة لمشكلة تدعو المتعلمين إلى التساؤل أو محاولة الاكتشاف أو فرض فروض أو غير ذلك من الإجراءات، والطريقة هي حلقة الوصل بين المتعلم والمنهج.
• ويعرف عمر الشيباني طريق التدريس على: "أنها جميع أوجه النشاط الموجه الذي يقوم به المعلم نحو الطلبة في إطار مقتضيات مادة تعليمية, وذلك بهدف مساعدة الطلبة في إحداث التغير المنشود في سلوكهم".
• أو هي: "عملية عقلية منظمة هادفة تؤدي إلى بلوغ الأهداف المرسومة بفعالية, وهي تمثل الرؤية الواعية الشاملة بجميع عناصر التدريس و أبعادها, وتمثل الخطة التي يصنعها المعلم لنفسه".
2- الفرق بين الطريقة والوسيلة والأسلوب في التدريس: كثيرا ما يشجع استخدام مصطلح أسلوب التدريس أو طريقة التدريس الأمر الذي يؤدي إلى تداخل المصطلحان مع مصطلح الوسائل ولكم يلاحظ أن هناك تباين بين هذه المصطلحات فقد يستخدم المعلم (أ) مثلاً طريقة ما بأسلوب معين ويستخدم المعلم (ب) نفس الطريقة لكن بأسلوب مختلف عن المعلم (أ(
فعلى سبيل المثال إذا أردنا تعليم مهارة التمرير لأعلى في كرة الطائرة فقد يعتمد المعلم الأول (أ) في التعليم على طريقة التدريس المباشرة ولكنه قد يستخدم أسلوب التعلم بالتلقي (الأمر) ويعتمد في التعليم على استخدام الشرائط التعليمية لتسهيل عملية التعلم عن طريق توجيه نظرة للمتعلمين إلى الحركات الأساسية وأوضاع اليدين والجسم والقدمين وإثناء عرض الشريط المسجل باستخدام جهاز التلفزيون والفيديو.
في حين يستخدم المعلم الثاني (ب) نفس الطريقة المباشرة في التدريس ولكنه يعتمد على أسلوب التكليف (التدريب) ويعتمد في هذا الأسلوب على بطاقة العمل المدون بها خطوات العمل والصور أو الرسوم التوضيحية الخاصة بالأداء.
ويلاحظ في هذا الشأن انه على الرغم من استخدام كليهما لنفس طريقة التدريس إلا أن أسلوب ذلك الاستخدام كان مختلفاً كما كانت وسيلتهما مختلفة أيضاً. ولعل هذا يبين لنا الحدود بين هذه المصطلحات وكيف أن هناك تفاعلات تجري بين الطريقة والوسيلة والأسلوب أثناء عملية التدريس.
ولكي يدفع المعلم التلاميذ حتى يتعلموا فلابد له أن يعمل أشياء بأساليب معينة، ليس من الكافي أن يكون ملماً بمادته فقط أو أن يكون في ذهنه ما يريد أن يتعلمه الطلاب ولكن لابد أن يخطط بعناية للإجراءات التي سوف يستخدمها وكذلك الأنشطة التي يجب على التلاميذ ممارستها، ومهما كان قدر الجهد أو النشاط الذي يبذله المعلم فلن يحدث التعلم ما لم يشترك التلاميذ اشتراكاً ايجابياً في خبرة التعلم وهذا يعني أن المعلم لابد أن يكون ملماً إلماماً تاماً بكيفية حدوث التعلم من جانب التلاميذ وكيف تؤثر الطريقة المختارة والمستخدمة على تعلم التلاميذ.
3- طرق تدريس التربية البدنية و الرياضية :
من المعروف أنه لا توجد طريقة مثالية في التدريس يمكن أن تكون صالحة لكل العمليات التعليمية ولكل المواد الدراسية وخاصة في حصة التربية البدنية والرياضية ولهذا فالأستاذ لا يمكن أن يتقيد بطريقة واحدة بل عليه أن ينوع، فهو حر في اختيار ما يناسب أهداف حصته وفي مايلي سنذكر أهم الطرق لتدريس التربية البدنية والرياضية.
أولا ً: الطريقة الكلية :
من خلال هذه الطريقة يتم تعليم التلاميذ المهارة الحركية كل دون تقسيم الحركة إلى أجزاء .
مميزات الطريقة الكلية :
- تعتبر أكثر فائدة في المراحل الأولى للتعلم .
- تستخدم في تدريس المهارة الحركية التي لا يمكن تجزئتها والتي تمثل وحدة متكاملة .
- تسهم في خلق أسس تذكر المهارات الحركية .
- تعتبر أفضل في التدريس كلما زادت وسن المتعلم .
- تعتبر طريقة شيقة بالنسبة للتلاميذ .
- تناسب كثرة عدد التلاميذ في ؤالفصل .
- تناس الحركات المهارية البسيطة وغير البسيطة .
عيوب الطريقة الكلية :
- لا تقابل الفروق الفردية بين الطلاب .
- هناك بعض المهارات الحركية التي يصعب تعلمها كل .
ثانياً: الطريقة الجزئية
هذه الطريقة تعتبر من الطرق الهامة في تعليم المهارات الحركية وفيها تقسم الحركة إلى أجزاء ويقوم المدرس يتعليم كل جزء قائم بذاته وعندما يتأكد المدرس من إتقان هذا الجزء ينتقل إلى جزء آخر في الحركة وهكذا حتى ينتهي من كل الأجزاء ويقوم بعد ذلك بجميع تلك الأجزاء بعضها البعض .
مميزات الطريقة الجزئية : - يفضل استخدامها عند تعليم المهارات الحركية المركبة .
- تساعد على إتقان أجزاء الحركة .
- تساعد على فهم كل جزء من الحركة .
- تستخدم إذا كان عدد التلاميذ بالفصل قليلا ً .
- تراعي الفوارق الفردية بين التلاميذ .
ثالثا ً: الطريقة الكلية الجزئية : وفيها تؤدى المهارة الحركية ككل ثم تختار الأجزاء الصعبة من المهارة الحركية ويتم التدريب عليها وتكرارها وبعد إتقانها يقوم المتعلم بأداء الحركة ككل مرة أخرى والتدريب عليها باستمرار ويطلق على هذه الطريقة الكلية – الجزئية الكلية وباستخدام هذه الطريقة في تعليم المهارات الحركية يمكن الاستفادة من ممميزات كل من الطريقة الكلية والطريقة الجزئية وكذلك يمكن تلافي العيوب في كل منها .
رابعا ً: طريقة المحاولة والخطأ: تلك الطريقة من الطرق الهامة التي تستخدم في مجال تعليم المهارات الحركية في التربية الرياضية وتتلخص هذه الطريقة في أن المتعلم يقوم بأداء الحركة ويمر بمراحل الفشل والنجاح أثناء أداء تلك الحركة ومن خلال المحاولات يحاول المتعلم عزل الحركات والنجاح أثناء أداء تلك الحركة ومن خلال المحاولات يحاول المتعلم عزل الحركات الخاطئة أو الزائدة والبقاء على الحركات الصحيحة التي يقوم بتكرارها حتى يصل إلى أداء الحركة بصورة جيدة .
خامسا ً: طريقة حل المشكلات :
تتطلب هذه الطريقة في التدريس من المدرس أن يقوم بتنظيم المعهلومات والخبرات التي ينبغي ان يزود بها تلاميذه حول مشكلات تتصل بحياتهم وحاجاتهم ويطلب منهم العمل على بحث تلك المشكلات وحلها ويعتمد التلميذ تمام الاعتماد على نفسه وعلى جهوده للتغلب على المشكلات التي يعرضها المدرس وفي نفس الوقت يشعر بمدى المشكلة التي تواجهه ويحس بضرورة التغلب عليها لأنها تمسه من قريب وبذلك يكون في موقف ايجابي مه هذه المشكلة . ولذا ينبغي على المدرس أن يعمل على إتاحة الفرص لتلاميذه لتحديد المشكلة ورسم الخطط والتفكير في حلها . ويتضمن أسلوب حل المشكلات في درس التربية الرياضية قيام مدرس التربية الرياضية بإعداد مشكلة أو مواقف في خطوات سير تعليم مهارة حركية لتحل عن طريق التلميذ الذي يجد نفسه مدفوعا ً من تلقائه إلى حلها والتفكير فيها من خلال التجربة اثناء الدرس وتختلف درجة تعقيد المشكلة التي يعرضها مدرس التربية الرياضية على التلاميذ تبعا ًلأغراض البرنامج ومستوى نضج وخبرة التلاميذ السابقة .
سادسا ً: طريقة البرنامج
يعتبر أسلوب البرمجة أحدج الأساليب التكنولوجية الحديثة في مجال التعليم وقد اهتمت التربية الرياضية بالتعليمك المبرمج حيث يعتبر طريقة من طرق التدريس الفردي التي يمكن الاستفادة منها في تعليم المهارات الحركية المختلفة ما يساعد على توفير وقت ويقل جهد المدرس اثناء شرح هذه المهارات في دروس التربية الرياضية كما يساعد على تقدم التلاميذ بأنفسهم دون حاجة مستمرة لمدرس التربية الرياضية .
والتعليم المبرمج نوع من أنواع التعليم الذاتي وهو برنامج يقوم المدرس بإعداده بأسلوب خاص ويتم عرضه من خلال كتاب مبرمج يتألف من مجموعة من الأطر ويتكون كل إطار من خطوات صغيرة تبدأ من الأعمال البسيطة السهلة وتتدرج في صعوبتها بعد ذلك ومن خلال معرفة التلميذ للأخطاء التي يقع فيها يستطيع أن يقوم بتصحيحها مما يعزز بالتالي استجابته الصحيحة وعلى ذلك فإن كل إطار يتضمن مثيرا ً واستجابة وتعزيزا ً .
4- عوامل نجاح طرق تدريس التربية البدنية والرياضية :
وعلى الرغم من تعدد طرائق التدريس واختلاف انواعها وأساليبها فان نجاح أية طريقة من هذه الطرائق في تحقيق أهدافها يتوقف على عدة أمور هي :
-1أن يكون المعلم مدركاً للأهداف التي يسعى إليها والى تحقيقها من خلال الطريقة .
-2ن يستوعب المعلم لخبرات طلبته ومستوياتهم وما بينهم من فروق فردية .
-3على المعلم إن يلم بطبيعة المادة التي يقوم بتدريسها .
4- أن يكون مدركاً للعلاقة بين الطريقة وبين ما يمكن تنفيذه من نشاط فالطريقة تحتاج إلى إمكانات ووسائل .
5- أن يفهم المعلم مختلف مصادر التعلم التي تستخدم في التعليم ليتمكن من اختيار الطريقة .
6- أن تستثير الطريقة دوافع الطلبة للعمل وتولد لديهم الاهتمام لبذل الجهد وتحقيق الهدف .
7- أن تساعد الطريقة على تقويم أنفسهم بأنفسهم ودراسة النتائج التي وصلوا إليها لان معرفة المستوى تحدد نقاط القوة والضعف لرفع مستوى التعلم .
وعليه فأن الطريقة تُعد ركنا من أهم أركان العملية التعليمية أو يصفها ( كلباترك) ساق من سيقان التربية والتعليم مكملة للمنهج في إخراج درس التربية الرياضية .
خاتمة
من خلال تطرقنا الي موضوع البحت والذي يدور موضوعه حول طرق تدريس التربية البدنية والرياضية نستخلص إن طريقة التدريس ليست سوى مجموعة خطوات يتبعها المعلم لتحقيق أهداف معينة . وإذا كانت هناك طرق متعددة مشهورة للتدريس، فإن ذلك يرجع في الأصل إلى أفكار المربين عبر العصور عن الطبيعة البشرية، وعن طبيعة المعرفة ذاتها، كما يرجع أيضاً إلى ما توصل إليه علماء النفس عن ما هية التعلم، وهذا ما يجعلنا نقول أن هناك جذور تربوية ونفسية لطرائق التدريس .