الإعــداد النفسي
يحتل الإعداد النفسى دوراً هاماً فى منظومة الإعداد الشامل للرياضيين وبالرغم من ذلك فإن معظم المدربين لايهتمون بتنمية القدرات النفسية الكامنة للرياضيين، ولكن فى الآونة الأخيرة زاد تركيز واهتمام العلماء على دراسة الجانب النفسى، وعند تساوى القدرات البدنية والمهارية والخططية لطرفى المنافسة سواء فى الرياضات الفردية أو الجماعية.. فإن العوامل النفسية تحسم نتائج المنافسات فى أغلب الأحيان ولاينيب عنا فى هذا المقام أن نذكر قصة المصارع الأمريكي البطل "بروس بوم جارتنر" الفائز بالميدالية الذهبية فى وزن 130 لز جم فى المصارعة الحرة بدورة لوس أنجلوس 1984 والذى أثبتت الفحوص الطبية إصابته بمرض السرطان وبالرغم من ذلك تحقق له هذا النصر بفضل قوة إراداته الجبارة وتصميمه على تحقيق هدفه وإعتلاء منصة تتويج المركز الأول…
ويجب أن يتكامل الإعداد النفسى مع الجوانب الأخرى للإعداد وتتفاعل معاً لتكوين نموذج لمستوى البطل الرياضي.
ويهتم الإعداد النفسى بتنمية القدرات النفسية والإرادية الكامنة للرياضيين لتحقيق الثبات النفسى أو الإنفعالى لديهم بهدف بذل أقصى جهد ممكن للفوز بالمنافسات وتنمية السمات الإرادية كالثقة بالنفس والشجاعة والجرأة والمثابرة والتصميم من الأغراض الأساسية للإعداد النفسى.
ويوجد ارتباط كبير بين الإعداد العقلي والإعداد النفسي وكلاهما يهتمان بتعبئة قوى وطاقات اللاعب العقلية والنفسية وتكوين اتجاهات إيجابية للمنافسات.
ويلعب البعد النفسى دوراً أساسياً عند انتقاء اللاعبين الجدد، حيث يرى بعض العلماء أن الرياضي الذى يتميز بقوة الإرادة والتصميم والحماس يستطيع أن يعوض بعض نواحى القصور فى الجانب البدنى أو المورفولوجى…
مفهوم الإعداد النفسى..
يعتمد علم التدريب الرياضى فى العصر الحديث على الأسس العلمية التى تحقق النمو الشامل لمختلف عناصر الإعداد المختلفة (بدنى – مهارى – خططى - نفسى) للوصول باللاعب إلى أعلى مستوى ممكن فى نوع النشاط الذى يمارسه.
وقد أصبح علم النفس الرياضى الميدانى من أهم العلوم الحديثة التى دخلت مجال النشاط الرياضى، والتى تسهم بقدر كبير فى تصوير وتنمية مستوى اللاعب، حتى أصبح فى إمكان اى لاعب تحقيق مستويات كبيرعن طريق الإعداد النفسى المتكامل، ولايستطيع تحقيقها فى حالة عدم اكتمال إعداده النفسى.
وقد أصبحت دول العالم على علم تام بمختلف طرق تطوير وتنمية عناصر الإعداد المختلفة (بدنى – مهارى- خططى) حتى أصبح أبطال العالم فى مختلف أنواع النشاط متقاربين فى هذه العناصر من حيث المستوى، ولذلك أصبح التنافس الآن فى كيفية تطوير وتنمية الإعداد النفسى بأحدث الأساليب العلمية، لتحقيق النمو الشامل للاعب للوصول به إلى أعلى مستوى ممكن لتحقيق الفوز.
وإذا نظرنا إلى علم النفس الرياضى نجد أنه يعتمد على إيجاد الحلول الإيجابية للمشاكل النفسية المرتبطة بالشخصية الرياضية، والعوامل النفسية المتعلقة بالسلوك الرياضى الميدانى.
وإذا نظرنا إلى شخصية اللاعب والعوامل النفسية المتعلقة بسلوكه وإنفعالاته وإستجابته خلال النشاط الرياضى، نجد أنهم يعتمدون أساساً على العمليات العقلية العليا.
وتعتبر العمليات العقلية العليا من أهم المواضيع الحديثة التى تلعب دور كبير فى مجال علم النفس الرياضى الميدانى، وذلك لتأثيرهم الكبير على سلوك اللاعب الحركى وإنفعالاته وإستجاباته خلال ممارسته للنشاط الرياضى لارتباطهم الوثيق واعتمادهم على عمليات التذكر الحركى والإحساسات فى النشاط الرياضى والإدراك والتصور والتفكر والانتباه وسرعة رد الفعل، والتى تعتبر من أهم العمليات النفسية فى مجال النشاط الرياضى.
كيف يتم الإعداد النفسى للرياضى بطريقة سليمة من خلال الطبيب المسئول عن الإعداد النفسى للفريق أو المعد النفسى للرياضيين؟
الإعداد النفسى يبدأ منذ مراحل مبكرة بالنسبة للرياضى ويتم على عدة مراحل كمايلى:
- مرحـلة الاختيـار.
- مرحلة الإعداد والتدريب.
- مرحلة ماقبل البطولة والمنافسات.
- مرحلة أثناء المنافسات.
أولاً : مرحلة الاختيار:
ويتم ذلك باختيار الرياضى للعبة المناسبة والتى تتناسب مع إمكانياته النفسية أى التى تتعلق بشخصيته وتكوينه النفسى فكل لعبة لها متطلباتها النفسية الخاصة بها وهنا يظهر دور التخصصات فى الألعاب الرياضية، وتبدأ عملية الاختيار على مرحلتين:
1- المقابلة الشخصية:
ويتم هذا عن طريق مقابلة الرياضى ومن خلالها يتم معرفة شخصيته.. هل هو اجتماعى أم إنطوائى أم عنيف أو صاحب قرار؟ هل تعامله عقلى؟ أم إندفاعى عضلى….
وبناءاً على هذه المقابلة يتم تحديد شخصية الرياضى وبذلك يتم بواسطة الأخصائى النفسى الذى لديه الخبرة الكافية تحديد شخصية الرياضى وأهم ملامح هذه الشخصية…
2- الاختبارات والمقاييس النفسية:
من خلال عدد من اختبارات نفسية يمكن تحديد مواصفاته الشخصية .. يمكن رسم شكل بيانى من خلاله .. يمكن تحديد شخصية الرياضى.. فمثلاً الشخص الإيجابى الاجتماعى هل تنتابه حالات من الفزع أو القلق المفاجىء؟ هل هو بطىء متكاسل فى أداء النشاط المطلوب منه…
كل هذه الصفات يمكن إستنباطها من خلال المقابلة الشخصية والمقاييس النفسية وبتحديد هذه الصفات يمكن تصنيف الأشخاص ومن ثم يتم تحديد اللعبة التى تتناسب مع شخصيته سواء كانت لعبة فردية أو جماعية حيث أن كل لعبة لها صفاتها النفسية المميزة لها.
ثانياً: مرحلة الإعداد أثناء التدريب:
خلال عملية أو مرحلة التدريب لابد أن يكون هناك متابعة نفسية لحالة الرياضى للوقوف على الحالة النفسية فمن الممكن أن نلاحظ عدم وجود دافع لديه أثناء التدريب وأن الرياضة بالنسبة له مجرد هوايه وليست للبطولات وكذلك فى حالة التوقف المفاجىء للرياضى اثناء التدريب فيجب معرفة سببه، هل السبب مشكلة عائلية أم عند إندماجه مع زملاءه فى اللعبة أو غير ذلك، وهنا يأتى دور الأخصائى النفسى فى توجيه الرياضى إما للإستمرار فى اللعبة أو لتغييرهى للعبة أخرى أو حل مشكلاته الخاصة.
ثالثاً: الإعداد النفسى قبل المنافسة:
تعتبر من أهم مراحل الإعداد النفسى فيجب أن نتعرف على كل الجوانب النفسية للرياضى حيث المعيشة والنوم والأكل والحالة المزاجية وما إذا كان لديه إحساس بالمسئولية أم لا، وهل هو مشحون قبل المنافسة أم تنتابه حاله من التراخى، وعلى ذلك يجب ملازمته خلال 24 ساعة لتحسين حالته وخاصة فيما يتعلق بوجدانه وفكره وتركيزه وحتى قراءته فيجب متابعتها حيث يجب أن يعرف المدرب ما يقرأه ومالا يجب قراءته وخاصة من القراءات التى قد تزيد من شحنه وتؤثر عليه، كما هو الحال عند الإطلاع على الصحف يوم المباراة أو قبلها بأيام فقليلة ومايكتب فيها، وقد تبدو هذه الأمور صغيره للبعض ولكنها مؤثرة جداً على آراء اللاعب.
رابعاً: الإعداد النفسى أثناء المنافسات:
يجب ملازمة اللاعب فى هذه المرحلة وخاصة فى الألعاب الفردية وذلك للإطمئنان عليه وخاصة فى حالة فشله فى إحدى محاولاته أو تشاؤمه قبل دخول المباراة.
كل هذه السلوكيات يمكن أن تنتاب أى رياضى قبل المنافسة لذا وجب وجود أخصائى نفسى بجانبه لمحاولة التهدئه أو التحفيز، فاللياقة النفسية تسير على خط احد مع اللياقة البدنية.
تلك العوامل الداخلية التى تتعلق بذات الرياضى ودواخله وتكوينه النفسى والشخصى.
أما العوامل الخارجية فيها تأثير مباشر أو غير مباشر على شخصية الرياضى وهى متعددة مثل تحسين حالته أو ظروفه وكذلك رعاية أسرته فى حالات السفر مما يسبب له نوعاً من الراحة ويبعث فيه الطمأنينة لذا فإن دور الأخصائى النفسى هام وضرورى بالنسبة للرياضى فى مراحل التدرسيب المختلفة.
التعبئة النفسية للرياضيين
هل يستطيع الرياضي أن يقوم بعملية الإعداد النفسى لذاته وكيف؟
الرياضي المتميز يستطيع تنظيم طاقته البدنية أثناء المسابقات حتى يحقق أفضل مستوى أداء، ولكن هل يستطيع تنظيم الطاقة النفسية.
يبدو أن وجه الشبه كبير بين نوع الطاقة البدنية والنفسية وإذا كان الرياضى يمكنه تنظيم الطاقة البدنية من خلال التحكم فى شدة حمل التدريب ومعرفة أثر ذلك على أجهزة الجسم المختلفة …
فإنه يستطيع تنظيم الطاقة النفسية من خلال اكتساب بعض المهارات النفسية التى تساعده على السيطرة على أفكاره وانفعالاته أثناء الأداء الرياضى.
وتعنى الطاقة النفسية حالة الاستعداد العقلى والنفسى التى يواجه بها الرياضى موقف التدريب أو المنافسة أو إنجاز واجبات الأداء المختلفة المطلوب منه.
وعندما يكون الرياضى فى أحسن حالاته من حيث درجة الاستعداد النفسى فإنه يخرج مقدار الطاقة (التعبئة) المطلوبة لتحقيق أفضل أداء أو أقصى أداء، وتسمى هذه الحالة بالطاقة النفسية المثلى، وهو الهدف النهائى للإعداد النفسى للرياضيين.
والحقيقة أنه لا يوجد أسلوب محدد يضمن زيادة التعبئة النفسية للرياضى للوصول إلى حالة الطاقة النفسية المثلى.
ولكن من المؤكد أنه لن يصل إلى هذه الحالة من الإستعداد النفسى الأمثل تحت مصادر الضغوط النفسية السلبية للتدريب أو المنافسة الرياضية مثل الخوف من الفشل، القلق المرتبط بالمنافسة .. الخ، وإنما يمكن مساعدة الرياضي للوصول إلى حالة الطاقة النفسية المثلى من خلال وضع أهداف واقعية تستثير التحدى يطلب منه إنجازها خلال جرعات التدريب أو مواقف المنافسة.
ماهى الخصائص النفسية المرتبطة بتحقيق الطاقة النفسية المثلى للرياضيين العالميين؟
تشير نتائج البحوث التى أجريت على اللاعبين الدوليين والأولمبيين إلى أن أهم الخصائص النفسية المرتبطة بتحقيق أقصى أداء والطاقة النفسية المثلى هى:
- الطاقة العالية (الناتجة عن المتعة والإثارة وليس القلق والتوتر).
- الإندماج التـام فى الأداء.
- تركيز الانتباه فى الأداء الحالى وعدم التفكير فى ألداء السابق أو المستقبل.
- الإسترخاء البدنى والإحساس أن العضلات تعمل بطلاقة وإنسيابيه ودون عناء أو جهد.
- االتآزر والتكامل الواضحان بين الخصائص المختلفة للأداء.
- السيطرة على الأفكار والإنفعالات المختلفة المختلفة وعدم التفكير فى نقد أو تقييم الذات.
- الثقة التامـة والتفاؤل.
- الاسترخاء الذهـنى.
-الخـوف من الفشل.
كيف يمكن قياس الطاقة النفسية؟
يجب أن يتعلم المدرب كيف يساعد اللاعبين على معرفة منطقة الطاقة النفسية المثالية الخاصة بهم.
ثم يجب على كل لاعب أن يتعلم كيف يصل إلى الطاقة النفسية المثلى بانتظام ويعتبر قياس الطاقة النفسية الخطوة الأولى فى هذه العملية.
والشكل التالى يوضح مقياس متدرج للطاقة النفسية، حيث أن نقطة المنتصف تمثل منطقة الطاقة المثلى وهى الهدف من تنظيم الطاقة النفسية، وعندما نتجه إلى الجهة اليمنى من منطقة الطاقة النفسية المثلى فإنه تزداد الطاقة السلبية، بينما عندما نتجه إلى الجهة اليسرى من منطقة الطاقة المثلى تظل الطاقة إيجابية، ولكن ليس بالدرجة المثالية تماماً.
-5 -4 -3 -2 -1 0 1 2 3 4 5
دافعية
عالية متداخلة مع أفكار سلبية كثيرة مستوى معتدل من الطاقة السلبية مستوى منخفض من الأفكار والطاقة السلبية منطقة الطاقة المثلى مستوى منخفض من الطاقة الايجابية مستوى معتدل من الطاقة الايجابية مستوى منخفض من الدافعية
بدون أفكار سلبية
مقياس الطاقة النفسية
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10
ض. ج ض متوسط جيد جيد جداً
"مقياس تقدير الأداء"
- هذا ولمساعدة اللاعب على زيادة الوعى والتعرف على منطقة الطاقة النفسية المثلى يطلب تذكر بعض المواقف الرياضية السابقة وتقييمها من حيث المستوى فى الأداء ودرجة الطاقة النفسية.
- مثال:
- وصف مباراة تمثل أهم مباراة للاعب.
- وصف مباراة تمثل خبرة فشل لاعب.
- وصف مباراة حقق اللاعب فيها أفضل أداء
- وصف مباراة لم يستطع اللاعب التركيز فيها.
- يطلب من اللاعب اختيار مسابقات تالية يشترك فيها ويقوم بوصفها ثم تقويم مستوى الطاقة النفسية والأداء .. زيدون ذلك فى كراسة تدريب خاصة حيث أن ذلك يساعده على التعرف على الخصائص النفسية المرتبطة بتحقيق أقصى أداء، وهو مايسمى بالطاقة النفسية المثلى.
أنواع الإعداد النفسى:
1- الإعداد النفسى طويل المدى.
2- الإعداد النفسى قصير المدى.
الإعداد النفسى طويل المدى:
أثبتت التجارب والخبرات صحة الرأى الذى ينادى بضرورة التخطيط المنظم لعملية الداء النفسى من حيث انها عملية تربوية تحت نطاق الممارسة الإيجابية للرياضيين.
فكما أن التعليم والتدريب البدنى والمهارى والخططى يسير بمقتضى مخطط لفترات مختلفة كذلك يجب أن يكون الحال بالنسبة للإعداد النفسى وأن تسير جميع أنواع الإعداد المختلفة للفرد الرياضى معاً فى نفس الوقت جنباً إلى جنب.
إن التقويم لمنافسات الرياضية الهامة والبطولات المتعددة قد أظهر بوضوح الأهمية البالغة للدور الذى يقوم به الإعداد النفسى بالنسبة للرياضيين.
وبذك أصبح الإعداد النفسى يشكل بجانب الإعداد المهارى والخططى على جزء لايتجزأ من عملية تعليم وتربية وتدريب الرياضيين وإعدتدهم لخوض غمار المنافسات الرياضية.
ويسعى الإعداد النفسى إلى خلق وتنمية الدوافع والاتجاهات الإيجابية التى تتركز على تكون الاقتناعات الحقيقية والمعارف العلمية والقيم الخلقية الحميدة.
ومن ناحية أخرى العمل على تشكيل وتطوير السمات الإرادية العامة والخاصة لدى الفرد الرياضى، بالإضافة إلى التوجيه والإرشاد التربوى والنفسى للاعب كرة القدم الأمر الذى يسهم فى قدرتهم على مجابهة المشاكل التى تعترضهم والقدرة على حلها حلاً سليماً.
أولاً المبادئ الهامة للإعداد النفسى طويل المدى:
يرى البعض أن من أهم المبادئ التى يتأسس عليها الإعداد النفسى طويل المدى للرياضيين بصفة عامة ولاعبى كرة القدم بصفة خاصة مايلى:
1- ضرورة إقتناع الفرد الرياضى بأهمية المنافسة الرياضية.
2- المعرفة الجيدة لإشتراطات وظروف المنافسة والمنافس.
3- الفرح للإشتراك فى المنافسة.
4- عدم تحميل الفرد بأعباء أخرى خارجية.
5- مراعاة الفروق الفردية.
ثانياً: تنمية السمات الإرادية:
يرى علماء الثقافة الرياضية أن تنمية "السمات الإرادية" من أهم مكونات عملية الإعداد النفسى طويل المدى نظراً للأثر المباشر لهذه السمات على الشخصية الرياضية، كما يقررون أن الشواهد والخبرات المتعددة قد أثبتت أن هناك نقصاً ملحوظاً فى عملية تنمية وتطوير السمات للاعبين.
ويقصد بتنمية السمات الإرادية العامة تنمية جميع السمات الإرادية لدى الفرد بصورة شاملة متزنة مما يسهم فى قدرته فى التغلب على ما يصادفه من عقبات سواء فى التدريب الرياضى أو المنافسات الرياضية أو فى حياته اليومية العادية.
ويقصد بتنمية السمات الإرادية الخاصة بتنمية السمات الضرورية المعنية والتى تسهم فى قدرة الفرد فى التغلب على العقبات الخاصة المرتبطة بنشاط رياضى معين أو العقبات الخاصة المرتبطة بمحاولة الفرد الوصول لأعلى مستوى فى هذا النوع من النشاط الرياضى.
ويرى العلماء أن هناك بعض السمات الإرادية الهامة التى ينبغى إكسابها للفرد الرياضى فى غضون عمليات الإعداد النفسى طويل المدى حتى يمكن بذلك ضمان تحقيق أحسن النتائج والوصول لأعلى المستويات الرياضية وهذه السمات هى:
أ- سمة الهادفية ب- سمة الإستقلال ج- سمة التصميم
د- سمة المثابرة هـ- سمة ضبط النفس و- سمة الشجاعة والجرأة
2- الإعداد النفسى قصير المدى:
يقصد بالإعداد النفسى قصير المدى الإعداد النفسى المباشر للاعب قبيل إشتراكه الفعلى فى المنافسات الرياضية بهدف التركيز على تهيئته وإعداده وتوجيهه بصورة تسمح بتعبئة كل قواه وطاقاته لكى يستطيع إستغلالها لأقصى مدى ممكن أثناء المنافسة.
وهناك العديد من وجهات النظر بالنسبة لعملية الإعداد النفسى قصير المدى فيرى بعض العلماء فى علماء النفس الرياضى فى ألمانيا الغربية أن الإعداد النفسى القصير المدى للمنافسات الهامة يتركز فى ثلاث مراحل هى:
1- مرحلة التوقع. 2- مرحلة المواجهة 3- مرحلة الإسترخاء.
وهذه التقسميات الثلاثة مستمدة من آراء عالم النفس الأمريكى لازارس فى أبحاثه عن حالات (الشدة) .. إذ يرى "لازارس" أن مرحلة التوقع تعنى "الفترة التى تبدأ من زمن إدراك الحدث الذى يعتبره الفرد مهدداً له (موقف الشدة) حتى بداية الموقف المخفف للشدة" وترتبط هذه الفترة ببعض التوترات المختلفة مثل القلق والخوف وعدم الطمأنينة والتوقع السلبى… الخ.
أما " مرحلة المواجهة" فيقصد بها :" الفترة الزمنية التى يبدأ فيها حدث الشدة ويستمر حتى يتم التغلب على الموقف المهدد للفرد" .
أما "مرحلة الإسترخاء" فيمكن تعريفها بأنها :" الفترة الزمنية التى يبدأ فيها زوال طابع التهديد لموقف ما وعودة العمليات النفسية والفسيولوجية إلى حاجتها العادية".
والمراحل الثلاثة السابقة لمسار الشدة لاتنفصل فى الواقع بعضها عن بعض بصورة جامدة بل هى عبارة عن مراحل إنسيابية وتتغير فى غضون الزمن من شخص لآخر.
وقد قام علماء النفس الرياضى فى ألمانيا الغربية بتطبيق التصور السابق على مواقف المنافسة الرياضية واعتبروا أن "مرحلة التوقع" هى الفترة الزمنية التى يكون فيها اللاعب فعلاً فى موقف توقع للمنافسة وتبدأ زمنياً بيومين أو ثلاثة قبل إشتراك اللاعب فى المنافسات الرياضية الهامة، أما "مرحلة المواجهة" فهى فترة إشتراك اللاعب فى المنافسة، و "مرحلة الإسترخاء" هى فترة مابعد المنافسة.
وقد إستطاع بعض علماء النفس الرياضى فى ألمانيا الغربية من إثبات حدوث الكثير من التغيرات النفسية والجسمية لدى لاعبى المستويات الرياضية فى مرحلتى التوقع والإسترخاء، ومن أهم نتائج هذه الدراسات مايلى:
- بالنسبة للتقلصات العضلية:
عدم حدوث تغيرات تذكر (ليست لها دلالة إحصائية) بالنسبة لتقلص العضلات فى مرحلتى التوقع والاسترخاء وإن كان هناك اتجاه لزيادة هذه التقلصات العضلية فى مرحلة الإسترخاء.
- بالنسبة للقلب والدورة الدموية والتنفس:
زيادة سرعة دقات القلب والتنفس فى مرحلة التوقع والإحساس بعدم القدرة على الحصول على الهواء الكافى (صورة التنفس).
-بالنسبة للمعدة والهضم:
فى مرحلة التوقع يظهر نقص فى الشهية للطعام والميل المتزايد للقىء والإحساس بصعوبة الهضم بالإضافة إلى عرق متزايد فى اليدين، وفى مرحلة الإسترخاء يقل وضوح هذه الأعراض.
- بالنسبة للنوم:
يظهر فى مرحلة التوقع عدم القدرة على النوم بصورة كافية وخاصة ليلة المباراة، وفى الإسترخاء لايزيد النوم كثيراً.
- بالنسبة للتوتر والإستثارة:
الإحساس بالتوتر والإستثارة والقلق وعدم الإستقرار وخاصة يوم المباراة وفى الإسترخاء يظهر نقص ملحوظ فى هذه الأعراض.
- طرق الإعداد النفسى قصير المدى:
ينبغى على المربى الرياضى أن يبحث عن أهم الطرق والوسائل المختلفة التى يستطيع استخدامها لضمان عدم التأثير السلبى لحاله ماقبل البداية على مستوى الأفراد، ولضمان العمل على جعل لاعبه أو فريقه فى أحسن حالات الاستعداد للكفاح.
ويجب علينا أن نضع محل الاعتبار أنه لاتوجد طرق ووسائل ثابتة تصلح للإستعمال فى كل الأحوال وتحت نطاق مختلف الظروف والعوامل إذ يجب علينا مراعاة عامل الفروق الفردية بالنسبة للأفراد، وكذلك عامل الفروق بالنسبة للمواقف المختلفة التى ترتبط بكل منافسة رياضية.
ومن ناحية أخرى يجب مراعاة أن الإعداد النفسى قصير المدى الذى يتمثل فى الإعداد النفس المباشر للفرد قبيل إشتراكه فى المنافسة الرياضية لن يؤدى إلى النتائج المرجوه فى حالة إفتقاد وإغفال الإعداد النفس طويل المدى.
وقد أعد بعض الخبراء النصائح التالية للإفادة منها فى عملية الإعداد النفس قصير المدى للمنافسات الرياضية الهامة زمنها هذه الطرق:
1- طريقة الأبعاد أم الشحن. 2- تنظيم التعود على مواقف المنافسات.
3- الاهتمام بعملية التهيئة أو الاحماء.
أ- الإحماء العام قبل المنافسة.
ب- الإحماء الخاص قبل المنافسة.
4- استخدام التدليك الرياضى. 5- التأثير النفس لبعض العقاقير.
6- عدم التغيير المفاجىء لعادات الفرد اليومية.
7- التعاون مع الطبيب الرياضى. 8- تخطيط حمل التدريب.
9- الأثر التوجيهى للمربى الرياضى.
السمات النفسية المميزة للاعب كرة القدم
1- الثقة بالنفس 2- الثقة 3- التصميم
4- عدم التردد 5- المبادأة "المبادرة" 6- المسئولية الشخصية
7- الضبط الذاتى 8- الضبط الإنفعالى 9- العدوانيـة
10- يقظة الضمير 11- السيطـرة 12- الحساسية
13- الإنبساطية.
1- الثقة بالنفس:
- تعنى أن اللاعب لديه الثقة الكبيرة فى نفسه وقدره على التعامل مع الأشياء.
- وجود ثقة فى قدرة اللاعب وقبوله للتحدى .
وقد قسم اللاعبون زائدى الثقة إلى نوعين:
أ- الذين يشعرون أنهم ليسوا بحاجة إلى تدريب لأنهم موهوبين.
ب-أنهم مضطرون إلى إظهار التفوق لتغطية نقص داخلى فى الثقة.
- تظهر الثقة بالنفس بوضوح فى أداء اللاعب أثناء المباراة فالأداء بالسرعة المثالية وعدم
التسرع مع دقة الأداء المهارى والخططى السليم كلها مظهر من مظاهر الثقة بالنفس.
وتنمى الثقة عن طريق التدريب والعمل المنظم المستمر وفقاً لقدرات اللاعب البدنية
والمهارية والخططية والذهنيه.
2- الثقـة:
هى إيمان اللاعب بقدرته وثقته فى مواهبه وتقبل التحديات التى تختبر حدوده واللاعب الذى يفتقرها لا ينسجم مع زملائه فى الفريق ولا يقبل نقد مدربه واللاعب الذى تغلب فيه هذه الصفة يثق فيما يقوله مدربه وزملائه فى الفريق ولا يعطى اعتباراً للدوافع الخفية من وراء الكلمات أو الأفعال ولا يحمل ضغينة أو غيره نحو الآخرين ويكون علامة طيبه مع أقرانه فى الفريق.
3- التصميم:
تعنى إصرار اللاعب على أداء واجبه الهجومى والدفاعى فى لحظات المباراة وعدم التأثر بالصعوبات التى تقابله أثناء المباراة وخاصة إذا لم تكن نتيجة المباراة فى صالح فريقه.
ففى هذه الحالة يلعب الإصرار والتصميم دوراص هاماً فى رفع الروح المعنوية للفريق وكثيراص مما تتحول نتيجة المباراة نتيجة إصرار الفريق على الفوز ورغم هزيمته فى فترة من فترات المباراة.
- واللاعب الذى يفتقر لهذه السمة يتخاذل بسرعة ويشعر بالهزيمة حتى قبل المباراة بدلاً من مواجهة المخاطر وبعض اللاعبين يصلون إلى اليقين باستحالة الفوز.
4- عدم التردد :
إن سرعة التصرف من أهم مكونات الحالة الذهنية للاعب ولكى يستطيع اللاعب أن يتصرف بسرعة يجب أن يتحلى بصفة عدم التردد وعدم التردد صفة هامة للاعب الهجوم خاصة عند التصويب أو عند محاولة مفاجأة الخصم أما بالنسبة للاعب الدفاع فتظهر بوضوح عند مهاجمته للخصم المهاجم فإن التردد يكون حينئذ وبالاً على الفريق.
- كيف تنمــى:
يجب على المدرب أن يلاحظ تصرفات اللاعب ويعمل على ألا تتصف تحركاته بصفة التردد خاصة تغطية لاعب الدفاع لزميله أو مهاجمة الدفاع للهجوم أما لاعبوا الهجوم يجب أن لايترددوا فى التصويب.
5- المبادأة (المبادرة):
هذه السمة تميز اللاعب الممتاز عن اللاعب العادى فلاعب الهجوم الذى تكون لديه المقدرة على المبادأة هو اللاعب الذى يفرض تحركاته الخططية على الخصم ويجعله دائماً تحت سيادته بمعنى أن اللاعب يقوم بالمبادرة فى التحرك الخططى يجعل الخصم دائماً لايفكر إلا فى محاولة إفساد اللاعب الهجومية وبذلك يفقد هو عنصر المبادأة.
وتنمية هذه السمة تكون عن طريق الإعداد الذهنى النظرى ثم التطبيقى فى الملعب حتى يكون اللاعب قادر على الابتكار.
6- المسئولية الشخصية:
هى المواجهة الشجاعة للأخطاء واللاعبون الذين يفتقرون إلى هذه السمة يلقون اللوم على زملائهم أو العوامل الخارجية(الرياح – الشمس- الملعب – الجمهور).
واللاعبون الذين يتمتعون بقدر كبير من المسئولية الشخصية يكون لديهم ميلاً للقوة وييأسون لأقل الأخطاء ويفشلون فى التفرقة بين ماكان وما لم يكن فى استطاعتهم ويشعرون بالخجل عند عدم توقيعهم وعند ارتكابهم لأى خطأ.
7- الضبط الذاتى (التحكم الذاتى):
إنها هى الرغبة فى تطوير خطة اللعب والإلتزام بها طول المباراة بالمرونة الكافية لتغيرها والثبات الكافى الذى يعكس قدرة اللاعب وموهبته وهى تعنى أن يصبح اللاعب مدرباً لنفسه مع معرفته لقدراته على خطة اللعب بعد ثبوت صلاحيتها.
- وأن اللاعب الذى يفتقر إلى سمة الضبط الذاتى يبدأ المباراة بخطة معينة وحتى إذا كانت صالحة فهو يقرر أن يغيرها لخطورة فكرة أخرى على باله وهو لا يفكر كثيرأ فيما لايجب عمله بعد ذلك واللاعب يميل إلى الغضب فى حالة تقدم منافسه بهدف.
8- الضبط الإنفعالى:
هى القدرة على التغلب بفاعلية على ما يعترى اللاعب من قلق ومعالجة الضغوط الانفعالية القوية بطريقة منتجة واستغراق وقتاً قصيراً قبل الاضطراب.
واللاعب الذى يتمتع بضبط انفعالى زائد قد يصبح مشكلة إذا امتدت إلى الدرجة التى يصبح أداؤه خال من الانفعالات ولذلك فأنه يفقد الاستمتاع والشعور بالنجاح وتقبل دافعيته لبذل الجهد والتقدم ولا يفتح الفرص التى تتاح له.
ومن خلال الدراسات والأبحاث وجدوا أن:
1- هناك ارتباط إيجابى عالى به القلق ومهارة ممارسة التماس.
2- هناك إرتباط إيجابى متوسط به القلق ومهارات التمرير والسيطرة على الكرة.
3- هناك إرتباط سلبى بين قلق ومهارات التصويب والجرى بالكرة والمراوغة.
9- العدوانية:
هى تمتع اللاعب بالتحدى وإستخدام كافة قواة البدنية والجسمية فى حدود القانون من أجل تحقيق التفوق.
يعكس الإعتداء ومنع إختراق مواد القانون والتعدى على اللاعب أما بالعرقله أو الشد أو القفز فوقه وغيرها.
وأن لاعبى كرة القدم يختلفون فى درجة العدوانية على حسب مراكزهم وكذلك تختلف الفرق الرياضية فى درجة العدوانية.
10- يقظة الضمير:
هى رغبة اللاعب فى عمل الأشياء بصورة صحيحة بقدر الإمكان ولا يحاول إخضاع أو تطويع التدريب ليتناسب مع حاجته الشخصية ويضع مصلحة الفريق فوق مصلحته وإذا أحس بالإصابة أو المرض يخطر مدربه على الفور ويعتذر من الاشتراك فى المباريات.
11- السيطرة:
هى ثفة اللاعب بزملائه وعدم الميل إلى السلطة واستخدام العنف واحترام آراء الآخرين.
واللاعب الذى يتسم بدرجة عالية من هذه السمة يتميز بالاستجابة بردود أفعال عدوانية سواء أكانت لفظية أو جسمية أو تخيلية والارتياب فى الآخرين وعدم الثقة بهم والميل للسلطة واستخدام العنف واللاعب ذو الدرجة المنخفضة من هذه السمة يتميز بالإعتدالية واحترام الآخرين وعدم العنف.
12- الحساسية:
تعنى الحصول على متعة من الأداء الناجح من غير أن ينتاب اللاعب الاكتئاب الشديد عندما يخطئ أو يرتكب عدد من الأخطاء وهى القدرة على التوافق مع الآخرين والتكييف مع الظروف المحيطة.
13- الإنبساطية:
تعنى قدرة اللاعب على التركيز والأمن والثقة بالنفس والقناعة والتفاؤل والشعور بالرضا وعدم الخوف وعدم ميله للعدوان.
واللاعب الذى يتمتع بهذه السمة يميل إلى الاجتماعية وإلى السرعة والإندفاع وعدم الدقة ويكون لديه قدراً كبيراً من الضبط الإنفعالى ومستوى الطموح وتكوين علاقات مع الآخرين.
واللاعب الذى يفتقر للتمتع بسمة الإنبساطية نجد أنه متذبذب المزاج يتمتع بقدر كبير من الخوف وعدم الرضا وعدم فهم الآخرين وعدم القدرة على التركيز.
- العوامل التى يجب مراعاتها فى الإعداد النفسى فى كرة القدم:
1- ينبغى الاهتمام بالإعداد النفسى والاجتماعى للرياضيين فى كرة القدم والتركيز عليه جنباً إلى جنب مع العوامل البدنية والمهارية والخططية لأهميتهم فى تحقيق الفوز.
2- أن تقوم اللجنة الأولمبية المصرية بإنشاء وحدة التوجيه النفسى الذى يقوم بتقديم كافة الخدمات النفسية للرياضة.
3- ضرورة الاستعانة فى الجهاز الفنى لكل نادى بأخصائى نفسى إجتماعى لإعداد اللاعبين نفسياً جنباً إلى جنب عند إعدادهم بدنياً وفنياً كما يجب الاستعانة فى إعداد الفرق القومية بالمتخصصين فى مجال علم النفس والاجتماع لتحقيق التفوق الرياضى.
4- ضرورة إجراء اختبار نفسى اجتماعى لجميع لاعبى الفريق قبل ترشيحهم للمنتخب.
5- ضرورة الاهتمام بالتأكيد على العوامل الاجتماعية المحيطة بالفريق والتى تساهم فى زيادة تماسك الفريق.
6- ضرورة الاهتمام بالاختيار الجيد للمدرب والمساعد والإدارى من بين المؤهلين علمياً وتربوياً وأن يتمتعان بشخصية اجتماعية قادرة على كسب ثقة اللاعبين مما يعمل على التفاهم حول الجهاز.
- السمات النفسية للمدرب الناجح فى كرة القدم:
1- الثبات الإنفعالى.
2- التحكم فى الذات.
3- الانبساطية (عكس الإنطوائية).
4- القدرة على التحمل النفسى.
5- الاجتماعية (عكس الفردية).