مقدمة
الاتصال ذلك المصطلح الذي بات شائعاً من حولنا ونسمعه في كل مجال من مجالات الإعلام والتنمية. وأهمية هذا المصطلح بالنسبة للتطوع لا يمكن لنا أن نتصوره لأنه يكاد يكون العنصر الحيوي والفعال في إنجاح أي عمل تبغي من ورائه توصيل رسالة معينة ذات هدف نبيل. فلنبدأ إذن على بركة الله .
مفهوم الاتصال
يمكن النظر للاتصال على أنه " عملية نقل هادفة للمعلومات، من شخص إلى آخر، بغرض إيجاد نوع من التفاهم المتبادل بينهما".
وتعرف الجمعية الأمريكية للتدريب على الاتصالات التنظيمية الاتصال باعتباره " عملية تبادل الأفكار والمعلومات من أجل إيجاد فهم مشترك وثقة بين العناصر الإنسانية في المنظمة ".
من هنا ندرك أن الاتصال هو العملية التي يتم بها نقل المعلومات والمعاني والأفكار من شخص إلى آخر أو آخرين بصورة تحقق الأهداف المنشودة في المنشأة أو في أي جماعة من الناس ذات نشاط اجتماعي . إذن هي بمثابة خطوط تربط أوصال البناء أو الهيكل التنظيمي لأي منشأة ربطا ديناميكيا . فليس من الممكن أن نتصور جماعة أيا كان نشاطها دون أن نتصور في نفس الوقت عملية الاتصال التي تحدث بين أقسامها وبين أفرادها وتجعل منهما وحدة عضوية لها درجة من التكامل تسمح بقيامهما بنشاطهما .
عناصر الاتصال
تتكون عملية الاتصال في أبسط أشكالها من أربعة عناصر لا تتم عملية الاتصال إلا بها وهي:
(1) المرسل ؛ (2) الرسالة ؛ (3) الوسيلة ؛ (4) المستقبـــِـل
(
1) المرسل :
وهو مصدر الرسالة أو النقطة التي تبدأ عندها عملية الاتصال .
(2) الرسالة :
وهي الموضوع أو المحتوى (المعاني أو الأفكار) الذي يريد المرسل أن ينقله إلى المستقبل ، ويتم عادة التعبير عنها بالرموز اللغوية أو اللفظية أو غير اللفظية أو بهما معاً.
(3) الوسيلة :
وهي الطريقة أو القناة التي تنتقل بها الرسالة من المرسل إلى المستقبل .
(4) المستقبل :
وهو الجهة أو الشخص الذي توجه له الرسالة ويستقبلها من خلال أحد أو كل حواسه المختلفة (السمع والبصر والشم والذوق واللمس) ثم يقوم بتفسير رموز ويحاول إدراك معانيها .
ولا بد هنا من وجود عنصر آخر يؤكد لنا فعالية هذه العناصر الأربعة ألا وهو :
(*) التغذية الراجعة :
وهي إعادة إرسال الرسالة من المستقبل إلى المرسل واستلامه لها وتأكده من أنه تم فهمها، والمرسل في هذه الحالة يلاحظ الموافقة أو عدم الموافقة على مضمون الرسالة . وسرعة حدوث التغذية الراجعة تختلف باختلاف الموقف : فمثلاً في المحادثة الشخصية يتم استنتاج ردود الفعل في نفس اللحظة ، بينما ردود الفعل لحملة إعلانية ربما لا تحدث إلا بعد فترة طويلة .
أهداف الاتصال
تتحدد أهداف الاتصال في ضوء الأدوار والوظائف المنوط بالأفراد أو المؤسسات القيام بها، بحيث تتكامل في النهاية جميع عناصر الاتصال لتحقيق هذه الأهداف المنشودة :
الوظيفة الانفعالية : هدف الاتصال هو زيادة درجة القبول للأدوار التنظيمية
الوظيفة الدافعية : الالتزام بالأهداف التنظيمية
الوظيفة المعلوماتية : توفير البيانات اللازمة لاتخاذ القرارات
الوظيفة الرقابية : تحديد الواجبات والسلطات والمسئوليات
وهذه العناوين الكبيرة تندرج تحتها الكثير من العناوين الصغيرة التي تصب في توضيح الغايات والأغراض التي يسعى الاتصال كعملية إلى تحقيقها ، ومنها :
ــ تقوية الروابط الجماعية بين أفراد المجموعة
ــ زيادة فرص التفاهم والانسجام بين المجموعة والجماهير
ــ الترويج للأنشطة والمشاريع بما يكسب معه الرأي العام