منذ نحو عقد كان البحث عن درجة عشرة من عشرة هو هدف كل لاعبي ولاعبات الجمباز.ويعود ذلك الى عام 1976 في دورة الالعاب الاولمبية في مونتريال عندما دخلت فتاة صغيرة من رومانيا تبلغ من العمر 14 عاما التاريخ .. ناديا كومانشي.ونجحت كومانشي انذاك في أن تصبح أول لاعبة جمباز تحصل على عشر درجات ولكن بداية من الموسم المقبل فان تحقيق هذه الدرجة من الاتقان لن يكون ممكنا.
ومثلما اضطرت رياضة الرقص على الجليد لتعديل نظام تسجيل النقاط بها بعد فضيحة تحكيمية في منافسات الزوجي أثناء دورة الالعاب الشتوية عام 2002 فان رياضة الجمباز واجهت لحظة فاصلة ايضا خلال دورة الالعاب الاولمبية الصيفية في أثينا العام الماضي.
والقى خلاف على مجموعة من الميداليات المتنازع عليها منذ 15 شهرا بظلاله على صورة رياضة الجمباز وأدرك مسؤولو الرياضة انه يتحتم تحديث نظام تسجيل النقاط.
ونتيجة لذلك سيجرى توديع طريقة تسجيل النقاط القديمة خلال بطولة العالم للجمباز في ملبورن الاسبوع المقبل قبل أن تلغى.
وقالت نيلي كيم البطلة الاولمبية السابقة وهي الآن رئيسة اللجنة الفنية للسيدات بالاتحاد الدولي للجمباز في مقابلة مع رويترز "سنغير النظام تماما... لان الاتجاه القديم تجاه الجمباز أصبح عتيقا. الان النتيجة النهائية يمكن أن تتجاوز عشرة. يمكن أن تكون 12 ويمكن أن تكون 17 أو غير ذلك."
واستطردت "نتيجة كل تمرين ستقسم على اثنين.. أولا على مدى الصعوبة وثانيا على التنفيذ. درجة تنفيذ التمرين دائما ما تكون من عشرة ومن ثم يمكن أن نقول أننا حافظنا بذلك على النظام القديم ولكن النتيجة النهائية ستكون مختلفة."
ونبع قرار الغاء نظام العشر درجات الذي كان مطبقا منذ دورة العاب انتويرب عام 1920 بعد جدل كبير بسبب حادثتين وقعتا بدورة الالعاب الاولمبية في أثينا.
واعترف الاتحاد الدولي للجمباز بأن الامريكي بول هام حصل على نقاط في منافسات كل الاجهزة للرجال بطريق الخطأ بعد خصم عشر نقطة بطريق الخطأ من الكوري الجنوبي يانج تاي يونج من درجته على جهاز المتوازيين.
ورغم الاعتراف بالخطأ رفض الاتحاد اعادة توزيع الميداليات كما واجه هجوما اخر عندما وقعت فوضى أثناء نهائي جهاز العقلة.
وأوقف المشجعون المنافسات انذاك لنحو عشر دقائق في الوقت الذي أرغم فيه المشجعون الحكام على تعديل النتيجة التي حصل عليها بطل الاولمبياد أربع مرات اليكسي نيموف.
وقالت كيم التي حصلت على درجة عشرة ايضا خلال دورة العاب عام 1976 "هناك سقف دائما يبلغ عشر نقاط. ومن ثم حتى اذا قدم لاعب جمباز عرضا رائعا لا يمكنه تسجيل أكثر من عشر درجات وهو ما حدث في أثينا لنيموف على العقلة."
وتابعت "الجميع كان على دراية بأن عرضه كان ممتعا ودرجة الصعوبة فيه كبيرة ولكن الحكام لم يكن بمقدروهم تقدير ما قام به. كانت هذه اشارة بالنسبة لنا لكي نبدأ في تعديل الاوضاع."
وفي الوقت الذي تأكدنا فيه دون شك من أنه يجب أن نفعل شيئا لمكافأة الراغبين في تجاوز الحدود بعروض مبتكرة يخشى منتقدون أن يحول نظام تسجيل النقاط الجديد رياضة الجمباز الى رياضة خطيرة.
والغاء نظام العشر درجات قد يشجع الرياضيين على البحث عن دراجات أعلى وأعلى ومن ثم يصبحون أكثر عرضة للاصابة.
ورفضت كيم التي شاركت في تطوير نظام النقاط الجديد هذه الايحاءات وقالت "أعتقد أننا سنبطء من تطوير المهارات الجديدة ودرجات الصعوبة وغير ذلك.
"سيصبح لاعبو ولاعبات الجمباز أكثر حرصا اذ أن خصم النقاط سيكون أكثر صرامة. اذا كانوا أذكياء سيدركون انه من الافضل تقديم مهارات عادية مع اداء رائع."
ورغم أن الرياضيين عليهم الانتظار بضعة شهور اخرى قبل اختبار النظام الجديد الا أن الحكام سيتمكنون من استخدام تكنولوجيا اعادة العرض بشكل فوري لاول مرة في ملبورن حيث تبدأ المنافسات يوم الثلاثاء.