المنشآت الرياضية
لمحة تاريخيةصقلت الرياضة حياة البشر على مر العصور، فقد تطورت منذ أقدم العصور واحتلت مكانة لائقة في حياتهم اليومية، وحملت أحياناً ممارسة الرياضة من خلال المسابقات أو التسلية طابع الاحتفالات الدينية وفي بعض الأحيان الأخرى طابع التدرب القتالي، إضافة إلى الفائدة الصحية. ومورست الرياضة في بعض المراحل التاريخية من قبل الطبقة العالية التي لديها وقت فراغ وذلك في أفنية المعابد والساحات العامة.
بني أول مجمع رياضي في التاريخ في القرن الخامس قبل الميلاد في أولمبيا باليونان وكان يحتوي على عدة أبنية رياضية منها: «الستاد» (الملعب المدرَّج) و«الباليسترا» (مجال الرماية) و«الغمنازيوم» (ألعاب القوى) والمسبح إضافة إلى الحمامات والمشالح (الشكل 1).
بعد أفول شمس الحضارة اليونانية وبزوغ شمس الامبراطورية الرومانية بُني المدرج الروماني Amphitheatre لتمارس على حلبته ما يسمى الرياضة الدموية (القتال حتى الموت - مصارعة الوحوش)، وليستمتع الجمهور ويشاهد هذه الرياضة جالساً على مدرجاته. وقد استخدمت فيه تغطية خفيفة من القماش والحبال علقت على دعامات في أعلى المدرج لتقي الجمهور أشعة الشمس.
بُنيت أول صالة رياضية مغلقة في العصر الحديث في الولايات المتحدة الأمريكية في التسعينيات من القرن التاسع عشر، وكانت صالة كبيرة متعددة الاستعمالات، تحوي أماكن مؤقتة لجلوس الجمهور.
وفي العشرينيات من القرن العشرين ظهرت صالات رياضية، وأخذت تتطور تدريجياً حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم.
أنواع المنشآت الرياضية
تصنف المنشآت الرياضية ضمن ثلاث مجموعات:- الملاعب المكشوفة: مثل ملاعب كرة القدم، مضمار الجري، ساحات ألعاب القوى، ملاعب التنس، ميادين سباق الخيل، حلبات سباق السيارات والدراجات، ساحات الألعاب الشتوية (جميع الألعاب التي تقام على الثلج والجليد).
- الصالات المغلقة: هي ملاعب مغطاة تجري فيها مسابقات بألعاب الكرات والقوى والجمباز والجودو والكاراتيه والمصارعة والملاكمة وغيرها، وقد تكون هذه الصالات عامة أي مخصصة لجميع الألعاب أو خاصة أي متخصصة بلعبة معينة مثل صالة الجمباز أو ألعاب القوى أو كرة السلة.
- المسابح: وتشمل أحواض السباحة وأحواض الغطس وتجري فيها مسابقات السباحة والغطس وكرة الماء والسباحة التوقيتية. والمسابح يمكن أن تكون مغلقة أو مكشوفة، فتستخدم المسابح المغلقة في الدول الباردة أو في أوقات الطقس البارد والماطر، واستعملت التغطيات المتحركة (القابلة للفتح والإغلاق) في تغطية المسابح
الشكل (1)المجمع الرياضي في أولومبيا(القرن الخامس قبل الميلاد )-اليونان
1-معبد زيوس 2-الباليسترا 3-الغمنازيوم 4-الإستاد 5-الحمام وحوض السباحة
لتضمن استخدامها على مدار العام.
عناصر المنشأ الرياضي:
يحتوي المنشأ الرياضي على ثلاثة عناصر هي:
1- ساحة اللعب.
2- مدرجات الجمهور
3- خدمات الرياضيين (غرف للحكام، مدربون، مستوصف، مشالح، حمّامات،دورات مياه ومقاصف).
ساحة اللعب هي العنصر الأساسي في الأبنية الرياضية، وتأخذ أشكالاً مستطيلة أو مربعة أو دائرية أو بيضوية، وهي تحدد حجم البناء، ولها ثلاثة مقاسات هي: الصغيرة 20×40م والمتوسطة 30× 60م والكبيرة 55 ×110م.
تتوضع مدرجات الجمهور في المنشآت الرياضية حول ساحة اللعب، ويتعلق شكل توضعها وحجمها بشكل ساحة اللعب ونوعها من جهة واللعبة الرياضية الأساسية التي تجري عليها من جهة أخرى. يتخذ توضع المدرجات في المنشآت الرياضية عدة أشكال منها: التوضع من جهة واحدة أو جهتين أو ثلاث جهات أو أربع جهات، ويجب أن يكون هذا التوضع متناظراً بالنسبة إلى المحاور الأساسية لساحة اللعب.
يتعلق حجم المدرجات وبعدها عن ساحة اللعب بوضوح الرؤية، فالمتفرج الجالس في المدرجات يجب أن يرى بوضوح أداة اللعب في أبعد نقطة من ساحة اللعب، وهذا ما يسمى بالبعد الأقصى.
الجمل الإنشائية المستخدمة في تغطية المنشآت الرياضية
إن اختيار الجملة الإنشائية structural systems له أهمية كبيرة بالنسبة إلى التكوين المعماري والفراغي، فبقدر ما يعد الإنشاء وسيلة لتجسيد البناء وثباته، فإنه يجب أن ينسجم مع المتطلبات الوظيفية والفراغ الداخلي للمنشأ الرياضي. ويؤثر اختيار مادة البناء في مجازات spans هذه الجمل ومقاطعها الإنشائية، وقد استخدم الخشب في إنشاء عدد من المنشآت الرياضية شمالي أوربا وأمريكا واليابان، كذلك استُخدم البيتون المسلح والمعدن فيها وفي باقي دول العالم.
تقسم الجمل الإنشائية المستخدمة في تغطية المنشآت الرياضية تبعاً لطريقة نقل الحمولة فيها إلى التربة إلى قسمين: مستوية وفراغية.
الجمل الإنشائية المستوية: ينقل العنصر حمولته في المستوي الشاقولي الواقع فيه فقط إلى الإطارات والأقواس وجملة العمود والجائز. تستخدم الإطارات وجملة العمود والجائز في المنشآت التي تحتوي على ساحة لعب صغيرة ومن دون مدرجات بحيث لا يتجاوز مجاز البناء (25م) وغالباُ ما يخصص هذا البناء صالة تدريبية. في حين تستخدم الأقواس في المنشآت التي تحتوي على ساحة لعب متوسطة وكبيرة مع مدرجات للجمهور ولمجازات كبيرة قد تصل في بعض الأحيان إلى60م وأحيان أخرى إلى أكثر من 200م.
الشكل (2)
الشكل (3) استخدام الأقواس في تغطية المنشآت الرياضية
تستند الإطارات إلى الأساسات مباشرة (الشكل 2)، ويمكن أن تكون متعددة الأضلاع. القوس هي إطار يصل عدد أضلاعه إلى ما لا نهاية (الشكل 3) ولها عدة أشكال قوس كاملة؛ غير كاملة؛ ناهضة على شكل قطع مكافئ، قوس مدببة. تأخذ الأقواس أشكالاً متعددة تبعاً للمجاز، فكلما كبر المجاز قلّ انحناء القوس. تستند الأقواس إلى الأرض مباشرة أو ترتفع فوق دعامات.
الجمل الإنشائية الفراغية: ينقل العنصر حاملاً فيه حمولته في أكثر من مستوى، مثل القباب والقبوات والبلاطات المثنية والسطح الشبكي الفراغي والمتغطيات المعلقة والمنفوخة وغيرها.
البلاطات المثنية: هي جملة إنشائية فراغية مؤلفة من سطوح غير واقعة في مستوى واحد تتصل بعضها مع بعض اتصالاً صلداً، وهذه السطوح يمكن أن تكون مستوية فتشكل بلاطات موشورية أو غير موشورية، أو سطوحاً منحنية فتشكل قباباً مضلعة.
السطح الشبكي الفراغي: هو جملة إنشائية فراغية مؤلفة من مجموعة من العناصر الخطية المترابطة بعضها مع بعض وغير الواقعة في مستوى واحد، ويتألف السطح من الشبكة العلوية والشبكة السفلية ومجموعة من العناصر الرابطة الوسطية. يأخذ السطح الشبكي الفراغي عدة أشكال: مستوٍ أو منحنٍ باتجاه واحد (شكل القبوة) أو منحنٍ باتجاهين (شكل القبة). الوحدة الأساسية المشكلة للسطح الشبكي الفراغي هي مجموعة من العناصر تشكل بذاتها حواف أسطح لعدة حجوم تنطلق من شكل المكعب، وتتشكل هذه الحجوم من ربط أقطار المكعب بأقطار سطوحه أو مراكز هذه السطوح، بحيث تشكل حجوماً مختلفة مثل الهرم الرباعي أو الخماسي أو السداسي أو تشكل حجوماً موشورية أو حجوماً تأخذ شكل الجذع الهرمي أو الموشوري. وتوضع هذه الحجوم بعضها بجانب بعض لتشكل السطح الشبكي الفراغي.
تكون مساحة التغطية كبيرة في المنشآت التي تستخدم القباب والقبوات والبلاطات المثنية والقشريات في تغطيتها مقارنةً بمساحة التغطية المستخدمة في المنشآت التي تعتمد السطح الشبكي الفراغي والجمل المعلقة في تغطيتها. هذا يؤثر كثيراً في الكلفة الاقتصادية للبناء.
الجمل الإنشائية المعلقة: هي جملة إنشائية يعمل العنصر الأساسي الحامل فيها على الشد، وهذا العنصر يمكن أن يكون مرناً على شكل كبل أو صفيحة، أو صلداً على شكل مقطع معدني أو جائز (الشكل 4). تشكل الجمل الإنشائية المعلقة سطوحاً مفردة الانحناء مثل القشريات المعلقة أو مزدوجة الانحناء مثل شكل سرج الحصان (المنحنيان متعاكسان في الاتجاه) (الشكل 5) والسطح المقعر (المنحنيان متماثلان في الاتجاه).
تعدّ التغطيات المعلقة من أكثر الجمل الإنشائية اقتصاداً وسرعة في التنفيذ، وكلما ازداد مجاز التغطية صغرت نسبة الوزن الذاتي للتغطية إلى مجازها ومن ثم تصبح أكثر اقتصاداً، وهذا على عكس جميع باقي الجمل التي تكون فيها هذه النسبة أكبر ومن ثم تكون أقل اقتصاداً. ومن هنا فإن معظم المنشآت الرياضية في العالم بما فيها التي أنشئت للدورات الأولمبية، بدءاً من منشآت الألعاب الأولمبية في طوكيو عام 1964 استخدمت الجمل المعلقة في تغطيتها بصورة أساسية.
االشكل (4) استخدام التغطيات المعلقة في تغطية المنشآت الرياضية
المنشآت الرياضية في العالم
اتخذت المنشآت الرياضية في النصف الثاني من القرن العشرين أشكالاً جديدة في المسقط الأفقي للبناء فاعتمدت فيها على الأشكال المنحنية (الدائري، البيضوي، الإهليليجي) واستخدمت في تغطيتها الجمل الإنشائية الحديثة (معلقة، قشريات بيتونية، السطح الشبكي الفراغي وغيرها)، فخرجت بذلك عن الشكل التقليدي السائد للمنشآت الرياضية في أواخر القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين، وهو الشكل المستطيل للصالة والمغطاة بجمل إنشائية مثل الإطارات والأقواس المعدنية.
في عام 1952 صمم المعماري نوڤيتسكي صالة رياضية في رالي (ولاية كارولينا الشمالية - الولايات المتحدة الأمريكية) (الشكل 5)، وتعدّ هذه الصالة أول صالة رياضية في العالم لها شكل بيضوي استخدمت في تغطيتها الجمل الإنشائية المعلقة على شكل سرج الحصان. خُصصت الصالة للمعارض والمباريات الرياضية، وتتسع مدرجاتها لـخمسة آلاف متفرج ويمكن زيادتها أربعة آلاف أخرى. والتغطية هي شبكة من الكبلات المعدنية المشدودة إلى المسند المحيطي، تتوضع بلاطات معدنية فوق الكبلات. يتشكل المسند المحيطي من قوسين متقاطعتين من البيتون المسلح تميلان على الأفق بزاوية 22ْ، وتستندان إلى الأرض مباشرةً.
بُني مجمع رياضي من أجل إقامة الدورة 18 للألعاب الأولمبية في اليابان عام 1964، وهو يحتوي على صالتين (الشكل 6): الكبيرة منهما لها شكل بيضوي أبعاد محوريها 142× 126م. تحوي حوضين للسباحة والغطس، ويمكن تحويل حوض السباحة إلى ساحة للرقص الفني على الجليد. تتوضع المدرجات من جهتين حول الملعب وتتسع لـ 18 ألف متفرج. الصالة الصغيرة دائرية الشكل قطرها 57 م وتحوي ساحة لعب صغيرة مستطيلة الشكل مخصصة لألعاب للجمباز ، تحيط بها مدرجات تتسع لـ 5400 متفرج، استخدمت الجمل الإنشائية المعلقة في تغطية كلا الصالتين.
الشكل (5) الصالة الرياضية في رالي-الولايات المتحدة
بُني في سيؤول - كوريا الجنوبية عام 1988 مجمعان رياضيان كبيران لإقامة الدورة 24 للألعاب الأولمبية (الشكل 7). يحتوي المجمع الأول على: استاد لكرة القدم وآخر لكرة القدم الأمريكية، مسبح مغطى ، صالة لكرة السلة. ويحتوي المجمع الثاني على: صالة لسباق الدراجات، مسبح مغطى أولمبي، وثلاث صالات رياضية مغلقة.
الصالة الرياضية في المجمع الأول لها شكل دائري قطرها 90م وتحتوي على ساحة لعب صغيرة دائرية الشكل تقام عليها مسابقات بكرة السلة، وتتوضع حولها مدرجات تتسع لـ 20 ألف متفرج. تأخذ صالة المبارزة في المجمع الثاني شكلاً دائرياً بقطر 93م وتحتوي على ساحة لعب متوسطة بيضوية الشكل تتوضع حولها مدرجات تتسع لـ 7 آلاف متفرج. وصالة ألعاب القوى في المجمع الثاني أيضاً لها شكل دائري قطرها 139م وتحتوي على ساحة لعب كبيرة دائرية الشكل قطرها 90م وتتسع مدرجاتها لـ 22 ألف متفرج منها 13 ألف مقعد ثابت والباقي متحرك.
االشكل (6) المنشآت الرياضية في طوكيو - اليابان (دورة الألعاب الأولمبية 1964)
الشكل (7) المنشآت الرياضية في سيؤول كوريا الجنوبية - دورة الألعاب الأولمبية - 1988
الشكل (8) الستاد الرياضي المغطى في البرتغال
التغطية في هاتين الصالتين متماثلة وهي تتشكل من مجموعة من الحلقات المعدنية شُدّ بعضها إلى بعض بوساطة جوائز مشكلة من الكبلات المعدنية المرنة، وتوضعت فوق الجوائز أغشية قماشية شافة ساعدت على دخول الإنارة الطبيعية داخل الصالة.
مع نهاية القرن العشرين ودخول الألفية الثالثة اتخذت المنشآت الرياضية أشكالاً وحجوماً أكثر رشاقةً وجمالاًً ساعد على تحقيقها التطور الحاصل في مواد البناء وتقنيات التنفيذ، فأصبح الستاد الرياضي المخصص لكرة القدم أكبر، يصل بعده إلى أكثر من 300م. وهو صالة رياضية ضخمة مغلقة، مغطاة كاملاً، بحيث تستمر التغطية فوق المدرجات وساحة اللعب، في حين اقتُصر في السابق على تغطية المنصة وجزء من مدرجات الجمهور، فصارت تغطية الستاد في غالبيتها، مؤلفة من جزأين الأول ثابت يتوضع فوق المدرجات والآخر متحرك يتوضع فوق ساحة اللعب، واستخدمت المنشآت المعلقة والمواد الشافة في التغطية (الشكل 8).
أخذ استاد بكين الذي ستقام عليه فعاليات دورة الألعاب الأولمبية عام 2008 في الصين شكلاً بيضوياً قطراه 220×330 م، واستخدمت عناصر معدنية متشابكة بعضها مع بعض لتغلف المحيط الخارجي له لتظهره على شكل عش الطائر بارتفاع 70 م (الشكل 9).
المنشآت الرياضية في العالم العربي
بدأت الدول العربية منذ منتصف القرن العشرين ببناء منشآت رياضية، وقد ساعد التقدم العلمي والتقني وتطور الظروف الاجتماعية والاقتصادية في العالم العربي على مواكبة التقدم والتطور الحاصل في العالم في مجال بناء المنشآت الرياضية، فاستطاع المعماريون المحليون والعالميون تقديم أعمال متميزة ذات حلول إنشائية جديدة ومناسبة لطبيعة المنطقة وتراثها. فقد بُني مجمع رياضي كبير لإقامة فعاليات الدورة العربية الرابعة في مدينة الكويت عام 1972. ويتألف المجمع من ثلاثة أقسام: استاد غطيت جميع مدرجاته ومسبح مغطى وصالة معلقة. استخدمت في تغطية مباني هذا المجمع الجمل الإنشائية المعلقة بحيث ظهر المجمع تجمعاً كبيراً من الخيم.
في العقد السابع من القرن العشرين بُني في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية مجمع رياضي ضخم. يحتوي هذا المجمع: على استاد يتسع لـ 57 ألف متفرج، ومسبح أولمبي مكشوف تحيط به مدرجات تتسع لـ4 آلاف متفرج، وصالة رياضية مغلقة على شكل هرم خماسي قاعدته مربعة الشكل طول ضلعها 75م. تم استخدام الأسطح المائلة للجدران والأسقف لتجنب تجمع رمال الصحراء.
في عام 1981بنيت بجامعة الملك عبد العزيز بجدة صالة رياضية متعددة الاستعمالات على شكل الخيمة العربية (الشكل 10)، وأخذت الدعامات الحاملة للصالة شكل شجرة النخيل حيث وظِّفت قمة هذه الدعامات فتحات للتهوية.
الشكل (9) الاستاد الرياضي في بكين - الصين (دورة الألعاب الأولمبية 2008)
الشكل (10) الصالة الرياضية في جامعة الملك عبد العزيز في جدة - المملكة العربية السعودية
في القاهرة بجمهورية مصر العربية بُني مجمع كبير لإقامة فعاليات دورة الألعاب الإفريقية ويحتوي هذا المجمع على استاد لكرة القدم إضافة إلى أربع صالات دائرية الشكل تتصل فيما بينها بممرات مكسرة ومظللة تقع تحت سطح الأرض لتحمي المارة من أشعة الشمس. الصالة الرئيسية قطرها 120م تحتوي على ساحة لعب صغيرة دائرية الشكل تحيط بها مدرجات تتسع لـ 20 ألف متفرج، والصالات الثلاث الباقية تراوح أقطارها بين 50 -60م وتحتوي كل منها على ساحة لعب صغيرة مستطيلة الشكل ومدرجات تتسع كل منها لألفي متفرج، وقد استُخدمت القباب المعدنية في تغطية هذه الصالات (الشكل 11).
شهدت سورية منذ بداية السبعينيات من القرن العشرين تطوراً كبيراً في بناء المنشآت الرياضية على اختلاف أنواعها وأشكالها وفعالياتها، وفي هذه الفترة بُني أكثر من 70 صالة رياضية مغلقة و25 مسبحاً دولياً وأكثر من 30 ملعباً مكشوفاً لكرة القدم، إضافة إلى العديد من صالات اللياقة ومراكزها، وهذه المنشآت موزعة في جميع المدن السورية.
الشكل (11) المجمع الرياضي في القاهرة
الشكل (12) مدينة تشرين الرياضية - دمشق
وقد بُني مجمع رياضي بدمشق لإقامة الدورة العربية الخامسة عام 1976، وهو الأول من نوعه في سورية (مدينتا الجلاء وتشرين الرياضيتان واستاد العباسيين).
يتألف مجمع تشرين من استاد لكرة القدم وعدد من الملاعب المكشوفة، إضافة إلى صالة رياضية مغلقة. والصالة لها شكل بيضوي قطراها 80×66 م مجزأة إلى قسمين بوساطة مدرجات الجمهور التي تتسع في كل جزء لـ 2500 متفرج، القسم الأول يحتوي على حوضي سباحة وغطس والقسم الثاني يحتوي على ساحة لعب متوسطة. الحل الإنشائي المعتمد في تغطية الصالة هو تغطية معلقة على شكل سرج الحصان مثبتة على قوسين من البيتون المسلح تستندان إلى دعامتين ضخمتين من البيتون المسلح (الشكل 12).
أما مدينة الجلاء فتتألف من استاد لكرة القدم وعدد من الملاعب المكشوفة ومسبح مكشوف، إضافة إلى صالة رياضية مغلقة ذات تصميم نموذجي نُفِّذ في العديد من المدن السورية. للصالة شكل مستطيل أبعاده 60.6× 42.6 م، تحتوي على ساحة لعب صغيرة تحيط بها مدرجات من جهتين تتسع لـ 3 آلاف متفرج . والتغطية بلاطات مثنية مقطعها شبه منحرف.
الشكل (13) استاد حلب الدولي
بُني مجمع رياضي ضخم لدورة ألعاب البحر المتوسط في اللاذقية عام 1987، يحتوي على استاد لكرة القدم ومسبح أولمبي مكشوف، إضافة إلى أربع صالات رياضية متوضعة بشكل يشبه مضارب خيم البدو تتصل فيما بينها بأنفاق تحت الأرض.
الصالة الأولى: هي أكبر الصالات الأربع، لها شكل مستطيل أبعاده 118× 98 م، وتحتوي على ساحة لعب متوسطة مستطيلة الشكل متوضعة على مستوى - 2.8م عن سطح الأرض، وتحيط بساحة اللعب مدرجات متوضعة بشكل بيضوي. الحل الإنشائي المعتمد في تغطية الصالة هو جملة إنشائية معلقة مؤلفة من جوائز معدنية تشكل سرجي حصان، يستندان إلى ست أقواس من البيتون المسلح مائلة نحو الداخل.
الصالة الثانية: شكلها مستطيل أبعاده 70×55م، تحتوي على ساحة لعب صغيرة مستطيلة الشكل تحيط بها المدرجات من جهة واحدة. التغطية مقعرة الشكل تتشكل من جوائز معدنية معلقة تستند إلى أربع أقواس مائلة نحو الداخل .
الصالتان الثالثة والرابعة: متوضعتان تحت سقف واحد وهذا التوضع له شكل مربع أبعاده 70×70 م، تفصل بينهما المدرجات، كلا الصالتين تحتوي على ساحة لعب صغيرة. الحل الإنشائي المعتمد في تغطية الصالتين مشابه للحل المعتمد في الصالة الثانية مع زيادة عدد الأقواس التي تستند إليها التغطية لتصل إلى ست أقواس.
وفي 17 نيسان/ أبريل عام 2007 افتتح في حلب «استاد حلب الدولي» (الشكل 13) الذي يتسع لـ 75 ألف متفرج، ويعد أحد أضخم الملاعب في الوطن العربي وقارة آسيا، صممه البولندي «كوش».
يتألف الاستاد من خمس طوابق، اثنان تحت الأرض وثلاثة فوق الأرض. وله 26 مدخلاً لخول الجماهير وخروجها. ويختوي على ملاعب ومدرّجات ولوحات إلكترونية وصالات وغرف للصحفيين وغيرها، وجميعها مجهز بأحدث المستلزمات.
غسان عبود
مراجع للاستزادة:ـ سميح مدلل، المنشآت الرياضية في عهد الرئيس حافظ الأسد (منشورات مكتب الإعلام والتوجيه المركزي في الاتحاد الرياضي العام في سورية).
- J. SCHAICH & R.BERGERMANN, Light Structures (Bristol, London 2003).
- C. BROTO, Architecture on Sports Facilities (Barcelona 2005).