. هزاع بن محمد الهزاع
إن من الثابت علمياً في وقتنا الحاضر أن زيادة مستوى النشاط البدني وارتفاع اللياقة
البدنية للفرد تحملان في طياتهما تأثيرات إيجابية عديدة على وظائف الجسم وفوائد صحية
جمة للإنسان، وعلى العكس من ذلك، فإن للخمول البدني آثار وتبعات سلبية على صحة الفرد
ووظائف أجهزة جسمه. ويمكن تقسيم التأثيرات الإيجابية للممارسة المنتظمة للنشاط البدني إلى
ثلاثة جوانب رئيسية، الأول يتمثل في تحسين وظائف أجهزة عديدة من الجسم ورفع كفاءتها،
بدء بالجهازين الدوري والتنفسي، ومروراً بالجهازين الأيضي والهرموني، وانتهاء بالجهازين
العصبي والعضلي. أما الجانب الثاني لإيجابيات الممارسة المنتظمة للنشاط البدني فيتمثل في
الحماية والوقاية من بعض الأمراض والمشكلات الصحية، مثل أمراض القلب التاجية، وداء
السكري، وهشاشة العظام، وسرطان القولون. ويتمثل الجانب الثالث من التأثيرات الإيجابية
لممارسة النشاط البدني في زيادة الطاقة المصروفة من قبل الجسم، وبالتالي المساهمة الفعالة
في الوقاية من السمنة وفي التخلص منها.
وكنتيجة حتمية للدلائل والمؤشرات العلمية القوية التي تشير إلى العلاقة الوثيقة بين
النشاط البدني وصحة الإنسان، توالت العديد من الهيئات والمنظمات العلمية والصحية بما في
ذلك منظمة الصحة العالمية بإصدار الوثائق والتوصيات الإرشادية التي توضح من خلالها
أهمية النشاط البدني واللياقة البدنية ودورهما في الصحة، وتوصي بإتباع نمط حياة أكثر
نشاطاً وحيوية. ويوضح الجدول رقم ( ١) أهم التوصيات الصادرة خلال العشر سنوات
الماضية المتعلقة بالنشاط البدني والصحة سواء للصغار أو للكبار، والتي من أبرزها ما صدر
(CDC من المركز القومي الأمريكي لمكافحة الأمراض والوقاية منها (المسمى اختصاراً
بالتعاون مع الكلية الأمريكية للطب الرياضي في عام ١٩٩٥ م، وكذلك ما أصدره المعهد
من وثيقة مهمة جداً بعنوان "النشاط البدني وصحة (NIH) القومي للصحة في أمريكا
الجهاز القلبي الوعائي" نشرت في مجلة الجمعية الأمريكية للأطباء في عام ١٩٩٦ م. ثم جاء
لاحقاً تقرير الحكومة الأمريكية في عام ١٩٩٦ م، من خلال تقرير كبير الأطباء والجراحين
في الولايات المتحدة الأمريكية، والذي صدر كوثيقة تاريخية ضمت حوالي ٣٠٠ صفحة،
تؤكد أهمية النشاط البدني للصحة، وأدت فيما بعد إلى التأثير الملحوظ على السياسات الصحية
المرتبطة بالنشاط البدني في الولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص، وفي العالم
عموماً.
٢
جدول رقم ( ١): أهم الوثائق والتوصيات الصحية المتعلقة بالنشاط البدني للكبار والصغار.
AHA
ينبغي على الأفراد في كل الأعمار أن يمارسوا نشاطاً بدنياً، ضمن برنامج شامل لتنمية
الصحة ودرء الأمراض، كما أن عليهم زيادة نشاطهم البدني الحياتي (المرتبط بمتطلبات
الحياة اليومية) إلى مستوى يلائم قدراتهم واحتياجاتهم ورغباتهم... إن نشاطاً بدنياً منخفض
إلى معتدل الشدة يمارس يومياً، يمكن أن يحمل بين طياته على المدى الطويل فوائد صحية
ويقود إلى خفض مخاطر الإصابة بأمراض القلب.
(CDC)
ACSM
على جميع الأمريكيين ممارسة نشاطاً بدنياً معتدل الشدة يصل إلى ٣٠ دقيقة فأكثر في كل
مرة، معظم أيام الأسبوع إن لم يكن جميعها.
ACSM
يوجد هناك علاقة طردية بين مستوى النشاط البدني والفوائد الصحية الناجمة عنه، وتحصل
هذه الفوائد الصحية من جراء ممارسة نشاطاً بدنياً يتم خلاله صرف طاقة تتراوح من
٢٠٠٠ كيلو سعر حراري فأكثر في الأسبوع. ويمكن الحصول على العديد من الفوائد -٧٠٠
الصحية بمجرد قيام الفرد الخامل بدنياً بممارسة الحد الأدنى من النشاط البدني، وتزداد
الفوائد الصحية بزيادة جرعة النشاط البدني.
US Surgeon General
Report
١- أهمية ممارسة النشاط البدني المنتظم لصحة الجميع.
٢- ضرورة ممارسة نشاطاً بدنياً معتدل الشدة لمدة لا تقل عن ٣٠ دقيقة في اليوم معظم أيام
الأسبوع، إن لم يكن جميعها.
٣- ضرورة حصول التلاميذ من الروضة إلى المرحلة الثانوية على دروس يومية في التربية
البدنية، تكون ذات كفاءة وجودة عاليتين.
١٨ سنة ممارسة النشاط البدني المعتدل الشدة على – ١- ينبغي على جميع الناشئة من ٥
الأقل، ولمدة ساعة يومياً. أما الناشئة الذين لا يمارسون أي نشاط بدني حالياً، فعليهم
الانخراط في ممارسة النشاط البدني المعتدل الشدة على الأقل، ولمدة نصف ساعة يومياً.
٢- بالإضافة إلى ما سبق، على الناشئة ممارسة أنشطة بدنية وبمعدل مرتين في الأسبوع بحد
أدنى، كفيلة بتطوير القوة العضلية لديهم والمرونة، والمحافظة على صحة عظامهم.
٣
في أمريكا أوصى (Institute of Medicine) وفي تقرير لاحق صادر من المعهد الطبي
بممارسة الراشدين حداً أدنى من النشاط البدني مقداره ساعة يومياً، أما منظمة الصحة العالمية
فأوصت في إستراتيجيتها العالمية الصادرة في عام ٢٠٠٤ م حول الغذاء والنشاط البدني
بممارسة ما لا يقل عن ٣٠ دقيقة يومياً أو معظم أيام الأيام الأسبوع. ويتوافر حالياً العديد من
الوثائق العلمية الصادرة من منظمات صحية دولية كلها تحث على أهمية ممارسة حداً أدنى
من النشاط البدني للكبار والصغار على السواء، ومن تلك وثيقة الاتحاد الدولي للطب
الرياضي، ووثيقة الجمعية الأوربية لطب القلب، والوثيقة المشتركة الصادرة عام ٢٠٠٧ م من
قبل الكلية الأمريكية للطب الرياضي وجمعية طب القلب الأمريكية والتي تم خلالها تحديث
التوصيات المتعلقة بممارسة النشاط البدني وأك دت فيها على أن يمارس الإنسان البالغ النشاط
البدني على النحو التالي * :
نشاط بدني معتدل الشدة (كالمشي السريع) بما لا يقل عن ٣٠ دقيقة ٥ مرات فأكثر في
الأسبوع. أو:
نشاط بدني مرتفع الشدة (كالهرولة) بما لا يقل عن ٢٠ دقيقة ٣ مرات فأكثر في الأسبوع.
بالإضافة إلى ما سبق، على الشخص ممارسة تمرينات تقوية العضلات الكبرى من الجسم
بمعدل مرتين في الأسبوع.
* Haskell W, Lee I-Min, Pate R, Powell K, et al. (2007): Physical activity and public
health: updated recommendation for adults from the American College of Sports
Medicine and the American Heart Association. Med Sci Sports Exerc, 39: 1423-1434.__