بين التعبد والسيطرة على الشهوات وراحةالنفس وبين ما لذ وطاب بعد الإفطار كل هذا وبين تعديل من الرياضة ، معادلة بين هذا كله يؤدي بنا إلى طريق واحد ألا وهو صحة ولياقة بدنية دائمتينفي شهر القرآن للياقة تامة وراحة كاملة وصحة دائمة إليكم هذا الموضوع المتواضع :
*من المعروف أن النشاط الرياضي له فوائده الصحية والجسمية على الأفراد في هذا العصر الحديث أكثر من العصور السابقة, لأن هذا العصر يتميز بالتكنولوجيات المريحة للجسم البشري. واستخدام وسائل التكنولوجيا في التنقل والصعود والاتصال جعل الإنسان كسولاً قابعاً في مكانه قليل الحركة متقوقعاً في أوضاعه متأثراً في قوامه معانياً من آلامه النفسية والجسدية والاجتماعية, وكون الجسم البشري أمانة عند صاحبه فلا بد من الاعتناء به عن طريق رعاية هذا الجسم رعاية غذائيةً ونفسيةً واجتماعوراحة عامة وصحة دائمة في شهر القرآن إليكم هذا الموضوع يةً ورياضيةً, حيث خص الرسول الكريم "البدن" وجعله من الحقوق التي يجب على المسلم أن يرعاها فقال في ذلك (إن لربك عليك حقاً وإن لبدنك عليك حقاً فأعط كل ذي حق حقه “صحيح البخاري.وقال صلى الله عليه وسلم : "
اغتنم خمساً قبل خمس, صحتك قبل مرضك وشبابك قبل هرمك..".
ومن المعروف أن الصحة والشباب يصانان بالرياضة والتمارين الرياضية التي تقوي الجسم وتكسبه المناعة اللازمة لإطالة فترة الشباب التي يكون بها المؤمن أقوى من أي فترة أخرى..
وهناك حديث يؤكد ضرورة المحافظة على ما اكتسبه الإنسان من قوة ومن مهارة حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "
من تعلم الرمي ثم تركه فهو آثم".
و اعتاد بعض الناس ممارسة الرياضة بانتظام خلال جميع أيام السنة، إلا أنهم يحتارون في كيفية ووقت ممارستها خلال شهر رمضان المبارك
لقد اجتهد العلماء والباحثون فوصفوا علاقة بعض الأركان الإسلامية كالصلاة والحج والصوم بالرياضة, كما دلت التشريعات الإسلامية الخاصة بالصحة العامة على اهتمام الإسلام بالجسم والوقاية من العلل وحفظه من الأمراض. كما ظهرت الأنشطة الرياضية التي شجع النبي صلى الله عليه وسلم على ممارستها, ونذكر منها السباقات على اختلاف أنواعها والفروسية والرمي والمصارعة والسباحة والصيد والمبارزة, وجميع هذه الأنشطة لا تبتعد بجوهرها أو بأشكالها عن كثير من الأنشطة الرياضية والبدنية التي تمارس حالياً, ولم يذكر في حادثة أو موقف أن كان هناك موقف عن الأنشطة البدنية حتى في شهر رمضان الكريم .
الصوم يقصد به الإمساك أو الامتناع عن الطعام والجماع ، وصوم رمضان يعني حبس النفس عن الشهوات وتعديل قوتها الشهوانية عن طريق ترك المفطرات الظاهرة كالطعام والماء والتدخين والجماع من الفجر إلى لحظة مغيب الشمس, وقد فرض الصوم على المسلمين في السنة الثانية للهجرة بنزول القرآن الكريم وبقوله تعالى: }
يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون{ (البقرة).
إذن فهو شهر العبادة, والأنشطة الرياضية لم تكن يوماً ما من المفطرات التي تخل بالعبادة, بل إن الصوم يعني القيام بالعمل في أثناء الصوم وليس النوم والتقاعس عن العمل والصلاة عماد الصوم, فالصائم يعمل ويتعبد ويصلي التراويح ويقوم الليل ويقرأ القرآن وعليه أن يهتم بجسمه ليكون قوياً ولن يكون قوياً إلا عن طريق التدريب والحركة فيقوي صبره قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "
المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف, وفي كل خير, احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز.." (رواه مسلم).
فالصوم رياضة وعبادة نفسية وسلوك عملي لكبح الشهوات وتدريب وتعويد في تقنين التلذذ بتناول الطعام أثناء الليل والتدريب الرياضي يهيئ للفرد القوة والمنعة لأداء صيامه وصلاته وقيامه الليل بقوة وجلد
لا يختلف اثنان على أن الصوم من الوصفات الطبية التي يعالج من خلاله كثيراً من الأمراض, فالصوم له فوائد عديدة خصوصاً إذا كان سبب تلك الأمراض الإفراط في الطعام, لأن الإفراط يفسد المعدة ويضعف الجسد وخصوصاً إذا كان الإنسان غير رياضي أو غير نشيط فالوارد من الطعام يكون أكبر من الصادر منه مما يعطي الجسم حيويته ويخزن الطعام الزائد عن حاجة الجسم كدهن وشحوم لا يحتاجها الجسم في كثير من الحالات, بل تكون سبباً في تصلب الشرايين والتعرض للأمراض القلبية. والصوم الحقيقي لا يعني الإسراف في تناول الطعام عند الإفطار أو في السحور, فقد قال تعالى: }
وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين{. وقال صلى الله عليه وسلم "
نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع".إن ممارسة الرياضة في الصباح لها فوائدها خصوصاً إذا كان التدريب قوياً وشديداً, لأن إنتاج الطاقة في هذه الحالة يأتي من المواد المخزونة في العضلة مثل ادينوسين ثلاثي الفوسفات وكريتينات الفوسفات, والتمارين التي ننصح بها تكون تكراراتها قليلة وشدتها عالية وفترة راحتها بسيطة مقدارها من دقيقتين إلى ثلاث دقائق بين كل مجموعة من التمارين وبذلك يكون الجسم قد استفاد من المخزون الفوسفاجيني لإنتاج الطاقة والذي يتم تعويضه في أثناء الراحة ولن يكون مستوى الجلوكوز أو النشا قد تأثر كاحتياطي لبقية النهار.
أما إذا تأخر التدريب إلى فترة الظهيرة فإننا ننصح أن يعتمد اللاعب "المتدرب" على تدريب أطول قليلاً وذلك دون حاجة إلى وجود الأوكسجين كيميائياً, وبذلك يكون الهدم غير كامل فيترسب حامض اللاكتيك الذي يؤدي إلى حدوث التعب, ويمنح الرياضي فترة راحة كافية يمكن أن يمارس خلالها بعض تمارين الإطالة لاستعادة الشفاء وتحويل حامض اللاكتيك إلى جلوكوز يمكن الاستفادة منه للمحافظة على مستوى سكر الدم, وبذلك يشعر الرياضي بالنشاط والحيوية بعد التمرين.
وإذا تأخر التدريب إلى ما قبل موعد الإفطار فننصح أن يتم التدريب بمستوى متوسط الشدة لإتاحة المجال لاستخدام الطاقة من الدهون التي هي متوفرة بكثرة في الجسم داخل الأنسجة الشحمة, مما تؤهل الرياضي لممارسة تمرين طويل وبمستوى شدة متوسطة, وهنا يكون الرياضي قد صرف ماءً يستطيع أن يعوضه لحظة الإفطار, وهذا من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد قال: "
إذا أفطر أحدكم فليفطر على ماء فإنه طهور".
كما أن تناول التمر أو الماء يعد تنبيهاً للمعدة كي تستعد لاستقبال وجبة الإفطار, ولذلك فإن الرياضي أو الإنسان الذي يصوم يمكن أن يشعر بالحيوية وعند اقتراب موعد الإفطار يمكن أن يشعر بالعطش الشديد وهنا لا بد من الصبر عليه لأننا كما ذكرنا الصبر بحد ذاته تدريب نفسي جسدي سرعان ما يعود الجسم على التوازن عند لحظة الإفطار, ومن هنا لا بد من الإشارة لأهمية الغذاء والوجبات وعلاقة ذلك بالنشاط الرياضي والصلاة وخصوصاً صلاة التراويح.
يحذرا لأطباء من ممارسة الرياضة أثناء الصيام للمرضى في حال عدم انتظام السكر في الدم لديهم إن السكر ينخفض مع ممارسة الرياضة في الصوم مما يسبب هبوطا بالسكر وقد يعرض المريض للخطر مشددا على أهمية التأكد من مستوى السكر في الدم , و إن هناك دراسة أمريكية أظهرت زيادة مضاعفات مرضى السكر إثناء صيامهم موضحا أن المضاعفات التي قد تعرض لها مرضى السكر أثناء الممارسة هي هبوط وارتفاع السكر والجفافويذكر أن مرضى السكر ينقسمون إلى مجموعات حسب درجات الخطورة وهم المرضى الذين يعتمد علاجهم على النظام الغذائي فقط حيث أنهم اقل عرضة للمضاعفات فيما الأكثر عرضة هم مرضى السكر من النوع الأول لان كل مريض سكر يعتبر حالة خاصة وقد تتفاوت الإرشادات من مريض إلى آخر داعيا المرضى إلى الإكثار من تناول السوائل بين الإفطار والسحور وقياس نسبة السكر بالدم خلال رمضان أكثر من المعتاد إضافة إلى الإكثار من الخضروات الطازجة
ضرورة إتباع إرشادات الطبيب في حال موافقته على الصيام وهي التغذية والرياضة والتحليل المنزلي إضافة إلى كسر الصيام والإفطار عند الضرورة
إلى الذين يعانون من مشاكل أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم او مرض السكري أن يجعلوا وقت مزاولة الرياضة إلى مابعد وجبة الإفطار أى بعد مرور ساعتين او ثلاث او قبل وجبة السحور مع مراعاة الشروط الصحية لمزاولة الرياضة اليومية وارتداء الملابس المناسبة للجو للمحافظة على حرارة الجسم والرأس والبطن والقدمين وان تكون فترة التدريب منخفضة .
وشدد الأطباء على أن الاعتدال فى الغذاء في وجبتي الفطور والسحور آو مابينهما هو الأساس لضمان عدم إفساد النظام الرياضي والغذائي بمعنى ان تكون التغذية وفقا لحاجة الجسم من حيث الكمية والنوعية مع مزاولة الرياضة بمعدل أربع الى خمس مرات أسبوعيا وبزمن يتراوح بين 30 و 60 دقيقة فى كل مرة.
واضاف ان افضل انواع الرياضة فى الشهر الفضيل هي رياضة المشي فهي تبعث على السرور والسعادة والحيوية والنشاط في الجسم وتقضى على الخمول والكسل وتضبط الشهوات والاضطرابات النفسية
ولتسهيل هذا الأمر على قارئنا العزيز رأينا أن نوجه إليه بعض النصائح:
أهم أمر في ممارسة التمارين الرياضية في شهر رمضان هو اختيار الزمان والمكان المناسبين للرياضة، وفيما يلي أهم الأمور الواجب اتباعها بخصوص هذا الأمر:
• يجب ممارسة التمارين الرياضية في شهر رمضان المبارك في جو معتدل، فالجو الحار يزيد من فقدان جسم الإنسان للسوائل مما قد يؤدي إلى إصابة الصائم بالجفاف.
• أفضل توقيت لممارسة الرياضة في شهر رمضان المبارك يكون قبيل الإفطار مباشرة أو بعد الإفطار بساعتين أو ثلاث، ولا يجوز ممارسة الرياضة بعد الإفطار مباشرة لأن جميع طاقة الجسم تكون في هذا الوقت موجهة نحو عملية الهضم.
• يفضل ممارسة التمارين الرياضية في أماكن جيدة التهوية وبعيدا عن التلوث والشوارع المزدحمة، أما إذا فضل الصائم ممارسة الرياضة في قاعات ومراكز الرياضة فهذا أمر جيد.
• يفضل ممارسة التمارين فوق أرض ممهدة ومستقيمة لتجنب الإصابة بآلام المفاصل.
أما عن نوعية الرياضة التي يمكن ممارستها في شهر رمضان المبارك فيفضل أن تكون خفيفة وغير مرهقة، وتعتبر رياضة المشي هي الأفضل في الشهر الكريم،
كما لا بأس من ممارسة السباحة خلال الشهر الكريم مع تفضيل أن تكون بعد الإفطار حتى نتجنب احتمالية دخول الماء إلى الفم،
وبشكل عام فيحبذ طلب المشورة الطبية قبل البدء بممارسة أي نوع من أنواع الرياضة.
ولتسهيل أمر ممارسة الرياضة ينصح باتباع ما يلي:
• ممارسة الرياضات الجماعية غير المرهقة حتى لا يشعر الإنسان بالملل، ويجد من يشجعه على الاستمرار بممارسة الرياضة بشكل يومي.
• يفضل الذهاب إلى المسجد مشيا على الأقدام، فهذا الأمر بحد ذاته يعتبر رياضة يومية ذات أثر شديد الفائدة على صحة الصائم.
• يمكن اعتبار أداء صلاة التروايح مجالا رحبا للرياضة، وعاملا مساعدا على هضم الوجبات الدسمة، فلا تضيع هذه الفرصة.