مساء الخير أيها الرياضيين المتألمين من اصابات الركبة
بات يعرف جميع من يتابع الرياضة أن إصابات الركبة
( هذا المفصل الذي يعد من أعقد وأرقى مفاصل الجسم )
هي من أكثر الاصابات خطورة التي يتعرض لها اللاعب مهما كانت اللعبة التي يمارسها, وتمكن خطورة اصابة الركبة بأنها تحتوي على بنا وتراكيب متعددة الأشكال والأحجام ومختلفة التركيب البنوي (غضاريف وحشية وأنسية –وغضاريف زجاجية وغضاريف مفصلية
وأربطة وحشية وأنسية ورباطين متصالبين بالإضافة إلى وجود الرباط الداغصي الذي يمر بمفصل الركبة ليصل الفخذ بالظنبوب- ومجموعة العضلات المسؤولة عن حمل هذه الأجزاء وتحريكها )
وكل هذه التراكيب مطلوب منها أن تتحرك بتناغم وتوافق دقيق جداً لتعطي حركة مثالية وصحيحة للمفصل ( تناغم سنفونية موسيقية تعزف)
وإن أي خلل في أحد أجزاء هذه السنفونية يؤدي إلى تشوه تام في اللحن العضلي المزمع عزفه.
والرياضي بشكل خاص يقوم بحركات كثيرة لاتعد ولا تحصى ولا يمكن توقعها أبداً ( قفز –جري-ارتداد- سرعات متغيرة –سرعات وتوقفات مفاجئة وارتدادات) وفي حال وجود أي اصابة في أحد الأجزاء هذا يؤدي إلى عدم قدرة الرياضي على تنفيذ الحركة بالشكل المطلوب وبالتالي إلى نقص في الأداء المطلوب)
إن المشكلة التي يعاني منها الرياضيين ( وخاص في الدول العربية) أنه لا يتم تشخيص الإصابة بشكل الأمثل حيث إلى الآن نشاهد التخبط في حال حدوث أي إصابة في الركبة تحديدا وإبداء أراء متعددة والكل هنا يصبح طبيب ( طبيب خبرة ) دون أن يتم اللجوء إلى البروتوكولات الطبية المتعارف عليها في تشخيص الإصابة ( الاستراحة مع كمادات الثلج لمدة /72/ ساعة ثم إجراء الفحص السريري والتصوير البسيط ثم تصوير الرنين المغناطيسي وقد نلجأ إلى اجراء التنظير وإجراء أي تصحيح لأي خطأ موجود في النبى الموجودة من إزالة للأجزاء الغضروفية المتمزقة- إلى تصنيع أربطة بدل من الأربطة المتأذية- إلى ترميم في الأجزاء العظمية) وتكمن المشكلة أيضاً لدى علاج إصابة الركبة في عدم إعطاء اللاعب المدة الكافية للتأهيل بعد الإصابة أو عدم وجود برنامج واضح ودقيق ومبرمج في تأهيل الركبة المصابة حيث إن تأهيل إصابة الركبة يختلف عن تأهيل أي عضو في الجسم لما لها الركبة من خصائص مركبة والاستعجال أو حتى التأخير أو حتى عدم البرمجة في تنفيذ البرنامج الدقيق كله يؤدي إلى انتكاسات في وضع اللاعب استمرار شعوره بالألم وتأخر في عودته إلى الملاعب.
إن العلم الطبي في تطور مستمر ويوم اعتزل
اللاعب الهولندي الشهير(فان باستن) الكرة بسبب اصابة في الركبة لم تكن كل هذه التقنيات موجودة مثلما هي اليوم ،لذلك لنشعر جميعاً بشعور هؤلاء الأبطال المتألمين ...ولنساعدهم بعقولنا المتفتحة على أن يعودوا أبطالاً فذلك لم يعد مستحيلاً.