الكرة الطائرة الحديثة و الإدراك الحس – حركي :
في الكرة الطائرة المهارات الأساسية تعني الحركات التي يقوم بها اللاعب من
أوضاع جسمية مختلفة بغرض منع سقوط الكرة على أرض ملعبه أو خارجه، لذا
يشغل موضوع الإدراك الحس – حركي حيزاً كبيراً ومهماً في مجال اتقان المهارة،
وذلك لان الإحساس والإدراك يدخلان في خصوصية كل لعبة رياضية ، ولما كانت
لعبة الكرة الطائرة واحدة من الألعاب التي تحتاج الى عمليات عقلية (ذهنية) بسيطة
مثل التركيز والانتباه والإحساس والإدراك ، لذا فأن الادراك الحس – حركي يعمل
على الاستمرار في تقدم اللعبة وتطويرها .
ويعد الادراك الحس – حركي أحد أبعاد الإعداد النفسي المهمة للاعب الكرة الطائرة
الحديثة ، " إذ أن الحساسية الحركية للعضلات تعد المكون الرئيس في الادراك
الحس – حركي وتطوير هذه الصفة في العضلات الدقيقة في الكف يعد أمراً مهماً
جداً للاعب الكرة الطائرة ، إذ أن اللاعب الجيد يفوق قرينه العادي بما يعادل مرتين
ونصف في صفة الحساسة الحركية لعضلات الكفين بالذات , وثبت أن الصفة
الخاصة بالكفين تتفوق بمقدار ثلاثة اضعاف عند اللاعبين المعدين مقارنة بالمهاجمين
، فضلاً عن أن طول مدة التدريب تساعد اللاعبين على تحسين هذه الصفة .
ومن الجدير بالذكر أنه على الرغم من أن الرجال أقوى نسبياً من النساء فيما يتعلق
بالناحية البدنية ، إلا أن النساء لديهن حساسة عضلية اكثر من الرجال ، ويمكن أن
تقاس هذه الصفة للكفين بأستخدام جهاز قوة القبضة (الديناموميتر) ويستعمل لاعبو
الكرة الطائرة النظر في تحديد مكان واتجاه اللعب والكرة والمنافسين والزملاء ،
فضلاً عن ضرورة امتلاكهم القدرة على تحديد المسافة بدقة متناهية بينهم وبين
المتغيرات المذكورة آنفاً.
إذ أثبتت الدراسات أن (90 %) من المعلومات التي يمتلكها لاعبو الكرة الطائرة
مصدرها الرؤيا المحسوسة ، ويصل مدى الرؤيا لديهم الى (90 درجة) في حين
يصل هذا المدى لدى اللاعبين الاولمبيين ما بين (110 – 120) درجة في فريقي
(روسيا وكوبا) ، وقـد أثبتت هذه الدراسات أن اللاعبين الاولمبيين المعـدين الرافع
يزيـد معدلهم في مـدى الرؤيا المحسوسة على اللاعبين المهاجمين بمقدار من (10–
15) درجة ، وأن انقطاع لاعب الكرة الطائرة عن ممارسة التدريب مدة اسبوعين
يحدث هبوطاً في مستوى الرؤيا المحسوسة الى (90 درجة) وقـد يتطور الادراك
لدى لاعب الكرة الطائرة من خلال التكرار والممارسة والخبرة الشخصية وكفاية
الفرد وقدرته ، فكلما مارس اللاعب الحركة أو المهارة تطورت لديه صفة الادراك
بالنسبة لهذه المهارة ، من هنا فأن فهم الحركات المتشابهة وأمكانية الفصل بينها هي
صفة من صفات الادراك ، فضلاً عن ذلك فأن سرعة الادراك لها فاعلية مؤثرة في
اداء لاعبي الكرة الطائرة فالقدرة على سرعة ادراك وتحديد مواقع الزملاء
والمنافسين بالملعب تؤثر في دقـة وسرعة تنفيذ كثير من المهارات فنياً وخططياً
فينبغي على لاعب الكرة الطائرة إن يراعي ضرب الكرة الى ارتفاع الشبكة ،
وارتفاع سقف القاعة ، وبعد اللاعبين واماكن نوزيعهم في الملعب وغيرها.
ولما كانت الكرة هي الاداة التي يتحكم بها لاعب الكرة الطائرة فأن تنمية الاحساس
وتطوير التحكم بالكرة يعد من بين أهم المهارات في هذه اللعبة ، ويتضمن ذلك الدقة
في الادراك الحسي الخاص بالكرة سواء كانت متحركة أم ساكنة ، وهذه المجموعة
من الادراكات الحسية تتدرج نحو ما يسمى (الاحساس بالكرة) . وبفضل هذه العملية
فأن اللاعب يستوعب حركات الكرة بكل وضوح من حيث وزنها وشكلها وقوة
الضربة اللازمة لها مما يؤدي الى ضمان تأدية المهارات بدقة متناهية ، ويمتلك
اللاعبون المتميزون القدرة على التفريق بين أوزان الكرات حتى أن اختلفت بجزء
من الغرام لا سيما في اثناء التدريب ، وقد أثبتت الدراسات ان اللاعبين الدوليين
يمكنهم بسهولة ادراك الفروق بين الاوزان ودرجة المطاطية وسرعة ارتفاع طيران
الكرة واتجاهها.
د.احمد عبد الأمير شبر